الخميس 23 مايو 2024

الجامع الأزهر.. 1049 عامًا على افتتاح منبر الوسطية ومنارة العالم الإسلامي

الجامع الأزهر

تحقيقات22-6-2021 | 11:38

أماني محمد

1049 عامًا مرت على افتتاح أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، هو الجامع الأزهر، منبر الوسطية وحصن الأمة على مر العصور، تحمل طوال تلك السنوات الطويلة مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، ليكون بذلك منارة العلم ومنبر الدعوة.

ففي مثل هذا اليوم افتتح الجامع للصلاة، بعد أن أُقيمت فيه أول صلاة  في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، ويعد الأزهر هو أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، ويرجح أن تسميته ترجع إلى اسم فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم، والتي ينتسب إليها الدولة الفاطمية التي تأسس الجامع في عهدها.

متى بني الجامع الأزهر في مصر؟

ويعود تاريخ بناء الجامع الأزهر في مصر، عندما تأسس الجامع على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، وافتتح للصلاة عام 972م، وظل هو الجامع الرسمي طوال عهد الدولة الفاطمية وبعد زوالها تعطلت صلاة الجمعة فيه في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي.

لكن في العهد المملوكي أعيدت صلاة الجمعة للجامع الأزهر في عام 665هـ/ 1267م، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا (وفق المذاهب الأربعة)، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي.

وأصبح الأزهر الجامعة الإسلامية الكبرى التى يقصدها طلبة العلم ومقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها، وكثُرت العلوم التي كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم,

كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: ( الطيبرسية، الآقبغاوية، الجوهرية)، ورتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا أن أهم ما يميز الأزهر في العصر المملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة.

 

أروقة الجامع الأزهر

وتعد أروقة الجامع الأزهر رمزًا تاريخيًا وحضاريًا يشهد بعالمية الأزهر على مر العصور، حيث تميز الأزهر بأنه أفرد لكل جنسية وأهل إقليم من طلابه الذين وفدوا إليه من شتى بقاع العالم العربي والإسلامي "رِواقًا" يقيمون فيه إقامة دائمة بالمجان طوال السنوات التى كانوا يقضونها في تحصيل العلوم في رحابه، وهي أماكن للإعاشة الكاملة بالمجان، طعامًا وإقامة وكسوة وجرايات ومرتبات ومخصصات كثيرة، وغير ذلك من الخدمات الجليلة تكريمًا وراحةً لهؤلاء المجاورين.

وتنوعت هذه الأروقة بين أروقة الوافدين وأروقة المصريين، فشملت

أولاً: أروقة الوافدين:

1 - رواق الأتراك: تم تخصيص هذا الرواق لأبناء الجنس التركي الوافدين من قارتي آسيا وأوربا وبعض جزر البحر المتوسط.

2- رواق الشوام: خصص للوافدين من بلاد الشام (سوريا- فلسطين- لبنان- الأردن).

3 - رواق الحرمين: تم تخصيص هذا الرواق للوافدين من بلاد الحرمين الشريفين.

4 - رواق اليمنية: أفرد هذا الرواق للطلبة الوافدين من اليمن.

5 - رواق الأكراد: تم تخصيصه للطلبة الأكراد السُنَّة الوافدين من شمالى العراق وبلاد الشام والأناضول وغيرها.

6 - رواق البغدادية (البغادة): يستقبل هذا الرواق الوافدين من العراق والبحرين والكويت.

7 - رواق السليمانية: ويقبل الطلبة الوافدين من أفغانستان.

8 - رواق الهنود: كان هذا الرواق مخصصاً للطلبة الوافدين من الهند.

9 - رواق الجاوة (الجاوية): وكان مخصصاً للوافدين من إندونيسيا والفلبين وماليزيا.

10 - رواق المغاربة: كان رواق المغاربة من أوائل الأروقة التى أنشأت بالجامع الأزهر، لم يكن يقبل به إلاَّ من كان بلاد المغرب( طرابلس, تونس, الجزائر, مراكش), كما لم يكن يقبل به إلاَّ من كان مالكى المذهب.

11 - رواق السنارية: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من إقليم سنار فى السودان.

12 - رواق الدكارنة دارفور: تم تخصيصه للوافدين من بلاد دارفور وسنار وتكرور.

13 - رواق دكارنة صليح: تم تخصيصه للوافدين من منطقة التشاد والبلاد المجاورة لها بوسط القارة الأفريقية.

14 - رواق البرابرة: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من موريتانيا وما جاورها من أقاليم.

15 - رواق الجبرت: تم تخصيصه للوافدين من الحبشة, وسواحل البحر الأحمر.

16 - رواق البرناوية (البرنو): وكان مخصصاً للطلبة الوافدين من غرب أفريقيا كالسنغال, والنيجر, وغينيا, وساحل الذهب(غانا.

وقد تم إنشاء أروقة أخرى فى الجامع الأزهر فى القرن العشرين مثل رواقي الصين وجنوب أفريقيا.

أما عن أروقة المصريين فشملت 12 رواقًا للطلاب من كافة ربوع مصر وهي:

1- رواق الصعايدة: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من أقاليم صعيد مصر.

2 - رواق الشراقوة: وتم تخصيصه لطلبة إقليم الشرقية.

3 - رواق (زاوية) العميان: وخصصت للطلبة المكفوفين.

4 - رواق البحاروة (البحيرة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم البحيرة.

5 - رواق الفيومية (الفَيَمَة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم الفيوم.

6- رواق الفشنية: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم بني سويف.

7 - رواق الشنوانية (الأجاهرة):

8 - رواق ابن معمر: وهو من أشهر أروقة الجامع الأزهر؛ لأنه لم يكن مخصصًا لجنسية أو إقليم جغرافى أو لمذهب ديني معين.

9 - رواق الأقبغاوية: وتم تخصيصه للطلبة الذين يحضرون الحلقات الدراسية فى هذه المدرسة.

10 - رواق الأحناف (الحنفية): وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنفي.

11 - رواق الحنابلة: وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنبلي.

12 - الرواق العباسي: وتم تخصيصه كمقر لإدارة الأزهر وإقامة الاحتفالات الرسمية به، ولإقامة طلاب بعض الأروقة من المصريين والوافدين، بالإضافة إلى مقر طبيب وصيدلي الأزهر, وإفتاء الديار المصرية.

وقد استمرت أروقة الجامع الأزهر عامرة بالمجاورين، تؤدي دورها العلمي والاجتماعي حتى إنشاء مدينة البعوث الإسلامية والبدء فى شغلها بالطلبة في 12 ربيع الأول 1379ه/ 15 سبتمبر 1959م.