نذهب برحلتنا التاريخية بعيدًا إلى صعيد مصر، محافظة قنا، تحديدًا على بعد 2.5 كيلومترًا جنوب شرق مدينة دندرة، حيث نجد أحد أعرق المعابد في مصر القديمة معبد دندرة، ويسمى أيضًا بمعبد حتحور، دندرة هو الاسم العربي للمدينة المصرية القديمة "إيونت"، وهي كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة حتحور التي وحدها اليونانيون القدماء مع إلهتهم أفروديت .
بُني معبد دندرة لعبادة الإلهة حتحور إله الحب والجمال والأسرة عند القدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويعود تاريخه إلى العصر اليوناني والروماني، حيث شيده الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة.
يتميز معبد حتحور بالنقوش الملونة على أسقف وجدران المعبد، وعند مدخل المعبد يوجد واجهه للإلهة حتحور، وهي من أروع الواجهات في مصرالقديمة، ويبلغ ارتفاعها حوالي 12 متر، وعرضها 35 متر، نجد بعد ذلك أعمدة المعبد فوقها منحوتات لرؤوس الإلهة حتحور، ويحتوي المعبد على 24 عمود، بعد ذلك تمر داخل المعبد لتجد الغرف الخاصة بتقديم القرابين، يأتي بعدها السراديب المبنية داخل الجدران ثم تصل إلى نهاية المعبد .
يشهد معبد حتحور 3 ظواهر فلكية نادرة، ظاهرة تعامد الشمس تقع على مقصورة الإمبراطور "أغسطس" بمنطقة قدس الأقداس داخل المعبد في يومي 4 فبراير و8 نوفمبر من كل عام، وتم رصد هذه الظاهرة السنوية بالمعبد منذ العام 2014، ظاهرة تعامد شمس الظهيرة، على لوحة للإلهة حتحور، داخل معبد دندرة ، وتحدث هذه الظاهرة بالتزامن مع تعامد شمس الظهيرة، على تمثال حورس زوجها، داخل قدس أقداس معبد إدفو، ويجرى هذا الحدث يوم الانقلاب الصيفى من كل عام .
يذكر أن المجلس الأعلى للآثار بدأ بمشروع أعمال الترميم والصيانة منذ عام 2005، ثم توقفت عام 2011 لتستأنف عام 2017 بعد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، كما تم البدء منذ عام 2019 في مشروع لتطوير فناء المعبد بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية لتحويله إلى متحف مفتوح للقطع والعناصر الأثرية الحجرية .