"شخصيات بلا ألقاب".. نستعرض لك عزيزي القارئ القبطي شخصية جديدة اليوم، وهي "تيخيكس"، وهو اسم يوناني يعني بالعربية "محصن" هو مؤمن من ولاية آسيا، ورد ذكره خمس مرات في العهد الجديد: أع 4:20؛ أف 21:6؛ كو 7:4؛ تي 12:3؛ 2تي 12:3، إذ يدور قصة هذا الشخص في العهد الجديد من الكتاب المقدس، ويرجع تاريخ قصته في القرن الأول الميلادي، أي بعد ولادة السيد المسيح بما يقرب 60 عامًا، وهو كان مُبشر للديانة المسيحية ضمن الـ 70 رسولًا الذين بشروا في جميع انحاء العالم.
علاقته برسول الأمم:
كان " تيخيكس" صديقًا لبولس الرسول والملقب برسول الأمم ورفيقه في خدمته أثناء عودته من رحلته التبشيرية الثالثة، إذ وصفه بولس في كل من كولوسي وأفسس بمواصفات جميلة يتمنى أي خادم أن يوصف بها،فقال عنه: " تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ وَالْخَادِمُ الأَمِينُ فِي الرَّبِّ" (أف 21:6)؛ و" تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ، وَالْخَادِمُ الأَمِينُ، وَالْعَبْدُ مَعَنَا فِي الرَّبِّ" (كو 7:4).
صفاته:
كل صفة من هذه الصفات تحتاج إلى دراسة وعظة خاصة بها، أو يمكن إقامة مؤتمر للخدام وفي كل يوم ندرس صفة من الصفات التي وصف بيها بولس تيخيكس، فمن هذه المواصفات نلاحظ:
أولا التكرار:
التكرار في الكتاب المقدس مهم جدًا وله دلالته، فقصة الخلق تكررت مرتين، الشريعة تكررت مرتين، التاريخ العبري تكرر مرتين، قصة حياة المسيح تكررت أربع مرات، فكون بولس يكرر وصفه لـ" تيخيكس" في كل من كولوسي وأفسس بالأخ الحبيب، والخادم الأمين، والعابد معنا للرب، فهذا يدل على صدق هذه المواصفات لـ " تيخيكس" وأهميتها بالنسبة للصديق ورفيق الخدمة.
ثانيا الأخ الحبيب:
ما أجمل أن يكون رفيقك في الخدمة هو بمثابة أخ، وليس فقط أخ بل هو أخ حبيب، إذ يقول الكتاب المقدس: الأخ للشدة يولد" (أم 17:17)، فتيخيكس بالنسبة لبولس أخ حبيب رافقه ولم يتركه كما فعل ديماس.
ثالثا الخادم الأمين:
الأمانة شيء مهم جدًا في حياة الخادمة، وهي أمانة مع النفس، ومع الآخرين ومع الله، إذ الخادم الأمين هو الرجل المناسب لنستأمنه سواء على التعليم الصحيح أو على الأموال، أو على الأسرار.
رابعًا العبد معنا في الرب:
تظهر لنا هذه العبارة إلى أن " تيخيكس " عضو في فريق عمل يخدمون معا ويعبدون الرب معًا.
كل صفة من هذه الصفات يمكن أن ندرسها في محاضرة خاصة بها لكننا يمكن أن نستشف هذه الصفات العظيمة من الأعداد القليلة التي ذُكر فيها تيخيكس في العهد الجديد
ففي أعمال الرسل ( 4:20 ) يقول: فَرَافَقَهُ إِلَى أَسِيَّا وَمِنْ أَهْلِ أَسِيَّا: تِيخِيكُسُ وَتُرُوفِيمُسُ.
تيخيكس و بولس الرسول:
رافق تيخيكس بولس من اليونان إلى ترواس وكانا في طريقهما إلى أورشليم ليوصلا التقدمات التي جمعهما من مؤمني الأمم للمؤمنين الفقراء في أورشليم، وهنا نستطيع أن نرى صفة الخادم الأمين على المال عند بولس ورفقائه وتخيكس أيضا.
في كل من رسالتي كولوسي وأفسس نستشف صفة الأخ الحبيب الناضج الذي يمكن الإعتماد عليه والثقة به في توصيل رسائل هدفها هو حل مشاكل الكنائس، فإذا تخيلنا الموقف الذي حدث مع كنيسة كولوسي: بولس لم يذهب إلى كولوسي، أبفراس هو الذي أخبر بولس بالمشاكل التي في كنيسة كولوسي.
كتب بولس رسالة لحل هذه المشاكل، وأرسلها بيد تيخيكس، لربما تساءل الناس في كولوسي كيف علم بولس بهذه الأخبار ومن اشتكانا عنده، ولربما يسبب لهم هذا شيء من الغضب على المشتكي، لذلك كان يجب على حامل الرسالة أن يواجه المؤمنين الغاضبين وحل مشاكلهم، ويستلزم أن يكون حامل الرسالة ذو صفات خاصة مثل الأخوة والمحبة والوداعة والنضج لكي يستطيع أن ينجح في هذه المهمة، هذا ما نراه في شخصية تيخيكس الأخ الحبيب.
في رسالة تيطس يقول بولس: " حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ (تيطس 12:3)، ومن هذه الآية يمكن أن نفهم أن أَرْتِيمَاس أو تِيخِيكُس سيحلان مكان تيطس في رعاية كنيسة كريت.