تعد محافظة كفر الشيخ من أولي المحافظات على مستوى الجمهورية في مجال الزراعة، حيث تنتج المحافظة 40 %  من إنتاج مصر بالكامل في المحاصيل الزراعية المختلفة، حيث تتميز أراضي كفر الشيخ بطامية النيل السوداء، وتقع في نهاية مصب الدلتا، ويوجد بالمحافظة مصنع السكر بالحامل، الأمر الذي يجعلها رائدة في زراعة البنجر وتوريده إلي هذه المصنع والمصانع الأخرى في المحافظات المجاورة.  

"دار الهلال" رصدت كيفية زراعة البنجر بكفر الشيخ، وأهم المشاكل التي تواجه المزارعين، والمساحة المنزرعة هذا العام، وأيضاً ما تم توريده وحصاده، وأسعاره، حيث قال خالد السيد جابر، فلاح، أن محصول البنجر يحتاج لمجهود كبير خلال تواجده في الأرض قبل حصاده، منوهاً أنه يتم زراعة البنجر بطريقتين الأولي: يقوم بعض الفلاحين بزراعته بواسطة العمال وهي طريفة قديمة ولكن يوجد حتى الآن من يستخدمها في الزراعة، والثانية: يستخدم البعض الأخر ماكينة حديثة تسمي " السطارة " تقوم بعملية الزراعة دون تدخل أي عنصر بشري، مؤكداً أن زراعة البنجر بصفة خاصة من الزراعات التي تحتاج رعاية واهتمام من أعمال حرث الخطوط، ونظافته من الحشائش، ومراعاته بالمبيدات، والسماد بشكل مستمر. 

وأوضح جابر، أن زراعة البنجر لها طبيعة خاصة حيث نقوم بحرث الأرض وتقطيعها بواسطة الجرار الزراعي، ونتركها عدة أيام بعد تجهيزها لتضربها الشمس جيداً، ثم نقوم بالتعاقد مع مندوبين، ومكاتب مصنع السكر بالحامول، أو أي مصنع أخر مثل مصنع الإسكندرية، ونأخذ تقاوي البنجر من المكتب المتعاقدين معه، ثم نقوم بوضعها في المياه لمدة 12 ساعة، ونغمر الأرض بمياه جيداً بعد رشها بالمبيدات القاتلة للحشائش التي تخرج مع البنجر حتي لا تؤثر علي الزراعة وتأكل كميات كبيرة منها.

وقال علي رجب نصار، نقيب فلاحين كفرالشيخ، أن هناك مشاكل تواجه مزارعي البنجر أهمها: أن تعاقد المزارع مع مصنع السكر هو تعاقد من طرف واحد وهو المزارع فقط، وهذا الأمر غير مجدي فيجب أن يكون هناك عقد أخر من قبل المصنع للفلاح يتضمن تحديد سعر طن البنجر، وأيضاً يتحمل المصنع خسائر المحصول في حال عدم نقله إلي المصنع وتركة علي الطريق لأيام كثيرة قد تعرضه للإتلاف.

وأضاف نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة لـ " دار الهلال" أن هناك عددا آخر من المشاكل التي تواجه مزارعي البنجر منها: أن كمية السماد التي تخصصها وزارة الزراعة ويتم صرفها من قبل الجمعيات الزراعية لا تكفي، حيث أنه يتم صرف 4 شكاير سماد فقط لفدان البنجر الواحد، والفدان يحتاج إلي 8 شكاير، ويقوم المزارع بشراء 4 آخرين لكل فدان من السوق الخارجية، لذلك يجب توفير كمية السماد المطلوبة للفلاح، حتي لا يتحمل عبء السماد.

وتابع نقيب الفلاحين، أن الفلاح يقوم بشراء جميع أنواع المبيدات المطلوبة من الخارج بأسعار باهظة، موضحاً أن سعر البنجر هذا العام يبدأ من 600 إلي 700 جنيه للطن الواحد فقط، مطالباً بتوفير الكميات المطلوبة من الأسمدة داخل الجمعيات الزراعية حتي لا تشكل عبء علي الفلاح.

من جانبه قال الدكتور ناجح غربية، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة كفر الشيخ، أن إنتاج البنجر هذا العام يتراوح من 17 إلى 20 طن للفدان الواحد، وهذا الإنتاج مرضي جداً، مؤكدأ ن المحافظة يوجد بها 152 ألف فدان بنجر تم زراعتهم هذا العام، موضحاً أنه تم بالفعل حصاد 149 ألف فدان، وباقي 3000 فدان، في كافة أنحاء كفرالشيخ بالكامل، مؤكداً أن هناك العديد من المزارعين بالمحافظة يقومون بتوريد محصول البنجر الخاص بهم إلى مصنع السكر الموجود في مركز الحامول، والبعض الأخر يورد إلي مصنع الإسكندرية.