دعت الجهات المشاركة في مؤتمر "برلين 2"، الذي انعقد اليوم في ألمانيا بشأن الأزمة الليبية، إلى إجراء الانتخابات الوطنية في البلاد، بموعدها المحدد في الـ24 من ديسمبر المقبل، بالإضافة إلى بدء الانسحاب التدريجي لجميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وكذلك المرتزقة في غضون أيام.
ويُعتقد أن هناك ما يصل إلى 20 ألف مقاتل أجنبي في البلاد، على جانبي الحرب الأهلية، بما في ذلك السوريين الخاضعين للسيطرة التركية، وقوات الجيش التركية.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بعد انتهاء فعاليات المؤتمر: "نأمل أن ينسحب المرتزقة من الجانبين خلال الأيام المقبلة، فهذا أمر مشجع، وسيبني الثقة وتتبعه خطوات أخرى".
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن انسحاب القوات الأجنبية من ليبا سيكون تدريجياً، وأن هناك تفاهم لبدء انسحاب متوازن، خطوة بخطوة".
في الوقت ذاته ليس من الواضح ما الضمانات العسكرية، التي تم تقديمها في المؤتمر، الذي حضره وزراء خارجية ما يصل إلى 15 دولة، بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لإتمام اتفاق الانسحاب الجديد.
ويوجد لتركيا مرتزقة وقوات عسكرية رسمية في غرب ليبيا منذ أكثر من عام، مدهية أنهم موجودون هناك بشكل شرعي، بدعوة من حكومة الوفاق الوطني السابقة التي قادها فايز السراج الموالي لجماعة الإخوان، وأنقرة.
وبحسب صحيفة "ذا جارديان"، البريطانية، كافحت تركيا لعدم ذكر أي انسحاب للقوات الأجنبية، بمسودة إعلان القرارات النهائية لمؤتمر برلين الثاني، مفضلة قصره على الإشارة إلى المرتزقة أو المسلحين.
وشكلت ليبيا حكومة وحدة وطنية جديدة مدعومة من الأمم المتحدة، تغطي البلاد بأكملها، لكن قوات الأمن لا تزال منقسمة بين الشرق والغرب، مما يزيد من خطر اعتبار الحملة الانتخابية امتدادًا للصراع العسكري.
وفي افتتاح مؤتمر برلين 2، ألقى رئيس الوزراء المؤقت، عبد الحميد دبيبة، خطابًا قويًا مؤيدًا لانتخابات ديسمبر، وحث جميع الأطراف الليبية على التوقف عن إعاقة العملية، والالتزام بتعهداتهم والمساعدة في معاقبة المخربين.
وألقى الدبيبة باللوم على عدم وجود جهود جادة من قبل البرلمان الليبي الحالي، وقال: "الانتخابات على بعد ستة أشهر، لكن الصراعات الداخلية لا تزال قائمة، لم يتم اعتماد ميزانية الحكومة من قبل البرلمان بعد، ولم يتم اختيار شاغلي المناصب السيادية".