يقلق بعض الآباء والأمهات عندما يتأخر الطفل في الكلام، ونجدهم يعقدون المقارنات بين طفلهم وأطفال الأقارب والجيران، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما لماذا ابني تأخر في التكلم، وأبناء غيري في نفس عمره ويتكلم، وستوضح السطور القادمة متى يتكلم الطفل.
وكشف محمد حمزة سيد الأهل، أستاذ الأطفال بالأكاديمية الطبية العسكرية، أنه يوجد اختلاف ظاهر في العمر الذي يكتسب فيه الأطفال القدرة على الكلام، فالبنت تتكلم قبل الولد، ويؤكد الكثير من الأخصائيين وأطباء الأطفال أن أقل عمر يمكن أن يتكلم فيه الطفل بكلمات لها معنى هو في عمر ٩ شهور، ولكن ذلك ليس قاعدة، فهناك أطفال تكلموا قبل تسع شهور، فالطفل المتوسط ينطق كلمتين أو ثلاث كلمات ذات معني قبل أن يبلغ من العمر عاما واحدا، والطفل العادي الذي لا ينطق كلمته الأولى إلا بعد نهاية عامه الأول.
وأكد الأهل في كتابه "طفلك المولود هل هو طبيعي"، أن الطفل المتوسط بالرغم من قدرته أن يكون جملة من عدة كلمات قبل نهاية العام الثاني بقليل، فإن هناك طفلا آخر يبدأ في ذلك بعد هذا العمر بكثير.
وأضاف أستاذ الأطفال، أنه لا مبرر للشك في أن الطفل الذي تأخر في الكلام مصاب بالتخلف العقلي مادام ينمو بطريقة عادية في النواحي الأخرى، ولا سيما إذا كان يفهم معني الكلام، ويفهم معني الكلام قبل أن يستطيع أن ينطقه بفترة طويلة.
وأوضح الأهل، أنه من المفيد أن تكرر الأم لطفلها أسماء الأشياء الشائعة في حياته، فعلى سبيل المثال، عندما يلبس يحب أن تردد الأم على مسامع الطفل اسم أي شئ يلبسه ، وكذلك تكرر على مسامعه أسماء أجزاء جسمه وهو يستحم، هذا ذراع، وهذا أنف، وهذه قدمك وشعرك، ويساعد ذلك الطفل على ارتفاع ذكائه، وفي نفس الوقت لا ينطق أكثر من عدة كلمات وعمره خمسة عشر شهراً، ولكن في نفس الوقت يستطيع الإشارة إلى عشرات الأشياء المشهورة والشائعة بمجرد نطق اسمها، وهذا يوضح ذكاءه
وأشار الأهل، إلى أنه إذا أرادت الأم أن تطمئن على قدرة ذكاء الطفل الذي لا يتكلم، فما عليها إلا أن تحاول التأكد من عدد الكلمات التي يفهمها، مبينأ أن فهم الكلمات أهم بكثير من نطقها في تحديد ذكاء الطفل، وقد يحدث أن يبدأ الطفل بالنطق ببعض الكلمات في الموعد المعتاد، ولكن بعد تعلم عشر كلمات يتوقف عن هذا العدد، ولا يحرز أي تقدم لفترة شهور، وفجأة يبدأ في النطق بكلمات جديدة كثيرة، وخلال مدة قصيرة، وعلى هذا تكون هناك فترة خمول تعقبها فترة نشاط في تعلم الكلام، والطفل في فترات الخمول يتعلم الكثير من معاني الكلمات.
وأوضح، أن التبكير أو التأخير في الكلام يكون راجع لعامل الوراثة، ونجد أن أحد والدي الطفل الذي تأخر في الكلام يكون هو الآخر قد تأخر في النطق خلال صغره وطفولته، ويكون البدء في الكلام مبكرا عادة مصحوبا بذكاء أعلى من المتوسط ، ولكن في بعض الحالات لا يكون الأمر كذلك، وفي نفس الوقت لا يكون التأخر في الكلام دليلا على عدم وجود الذكاء، ولكن التخلف العقلي يصاحبه دائماً التأخر في الكلام، وفي كل الأنشطة الأخرى التي يقوم بها الطفل.