لا يزال المشهد السياسي الليبي ضبابيا، وسط مخاوف من عرقلة إقامة الانتخابات الليبية في موعدها، واستضافت ألمانيا، أمس الأربعاء، مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، بحضور ممثلي 20 دولة ومنظمة دولية، وتم الإعلان عن التمسك الواضح بانسحاب المرتزقة الأجانب وعقد الانتخابات العامة في موعدها.

خروج المرتزقة من ليبيا

قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مؤتمر برلين 2 يهدف إلى خروج المرتزقة الأجانب والميلشيا المسلحة من داخل الساحة الليبية، لافتًا أنه مازال هناك أكراد داخل الأراضي الليبية، وتهدئة الأوضاع هناك يأتي تمهيدًا لإجراء الانتخابات المترقبة في 24 ديسمبر من العام الجاري.

وأضاف غباشي، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن خروج المرتزقة من داخل ليبيا يتم بموافقة من الجانب الروسى والتركي، باعتبارها من أكبر القوى التى لديها مصالح في ليبيا، مشيرًا إلى أن وجود معارضين من داخل مجلس النواب الليبي لا يصب في مصلحة اجراء الانتخابات.

إصرار دولى لعقد الانتخابات

وحول تنازع الأطراف في الشهد السياسي داخل ليبيا، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك صراع من قبل الشخصيات السياسية قبل حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مؤكدًا أنه يوجد إصرار دولى لعقد الانتخابات الليبية في موعدها لاسقرار الأوضاع في الأراضي الليبية واستفتاء الدستور وتشكيل البرلمان.

مصر داعمة لوحدة الحكومة الليبية

من جانبه، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر من أكثر الدولة الداعمة لاستقرار الأوضاع داخل ليبيا، مؤكدًا أن الانقسام من أشد أعداء الدول، إذ أن هناك بعض الدول المستفيدة من البترول الليبي ترغب في عدم عودة اللوحدة الليبية، مؤكدا أن مصر تسعى إلى عودة وحدة الدولة الليبية وتفعيل الإرادة الوطنية للشعب الليبي مثلما قال الرئيس السيسي  لـ«نجلاء المنقوش»، وزير الخارجية الليبية في زيارة إلى القاهرة قبل أيام من عقد مؤتمر برلين.

انهيار سد النهضة لأسباب فنية

وبشأن مناقشة وزير الخارجية سامح شكري مع المسؤول الألماني حول تطورات قضية سد النهضة والجهود المصرية والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق قانوني مٌلزم، ذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال تصريحاته لـ«دار الهلال»، أن مصر ترغب في مساندة الاتحاد الأوروبي، مطالبا الرأى العام بتحرى الدقة في المعلومات المتداولة حول هذا الأمر، قائلا: «أتوقع أن مسألة أزمة سد النهضة ستحل فنيًا لأن إثيوبيا لديها فائض في المياه وفي حال انهيار السد نظرا لطبيعة الأرض هناك مصارف مصر مستعدة عند حدوث غرق لتصرفها في البحر المتوسط».