تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان يوسف داوود الذي رحل في مثل هذا اليوم من العام 2012، والذي اشتهر بصوته الجهوري وضحكته العالية، والتي كانت كفيلة أن تجعلك تضحك دون أن ينطق بكلمة واحدة، وكان مثقفًا لأبعد الحدود، وأحب الفن وتعلق به ووهبه باقي عمره، وبرغم شهرته التي جاءت متأخرة، إلا أنه صنع لنفسه مكانةً لا ينازعه فيها أحد وبات مشهورًا يشار له بالبنان.

في الثامن من يناير عام 1938 ولد يوسف جرجس صليب، بمنطقة السيوف في الإسكندرية، وعاش في كنف أسرة قبطية متوسطة، وكان متفوقا في دراسته، والتحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الكهرباء، ومن مسرح الجامعة أحب التمثيل وشارك في عدة مسرحيات، تخرج في كلية الهندسة عام 1960، وبعد التخرج استمر في أداء الخدمة العسكرية لمدة 7 سنوات، إذ كانت البلاد في حالة حرب.

وكان يوسف داوود مطلعاً على الدين الإسلامي بشكل كبير ويعشق اللغة العربية وقراءة الشعر، ويصحح لزملاءه في الجيش خلال فترة تجنيده الأخطاء اللغوية، وفي يوم جمعة طلب منه زملاؤه إلقاء الخطبة ليجد نفسه واقفا علي المنبر يتكلم عن الأخوة والترابط بين أبناء الوطن الواحد حتى دخل قائد الكتيبة الذي ابتسم حين شاهده على المنبر كونه الوحيد الذي يعرف أنه مسيحي الديانة. 

وبعد أداء خدمته عمل يوسف داوود لفترة مهندسًا في وزارة الكهرباء، ولكنه لم ينسى حبه للفن وتفرغ له وبدأ مشواره الفني في مسرحية "زقاق المدق" 1985، وفي نفس العام شارك سينمائياً في 3 أفلام، هي: "زوج تحت الطلب، السيد قشطة، وملف في الآداب"، وفي مسرحية "الواد سيد الشغال" التي كانت انطلاقته الحقيقية، مع الفنان عادل إمام.

وتوالت أعماله وقدّم العديد من الأفلام أبرزها: "ملف في الآداب، السادة الرجال، البيه البواب، وسمك لبن تمر هندي"، كما قدّم دور مدير البنك في "بطل من ورق".

وكون ثنائياً مع الزعيم عادل إمام في العديد من الأفلام  أبرزها: "النمر والأنثى" في دور اللواء "حسني"، ودور "شعبان" في "كراكون في الشارع"، وتوالت أعماله مع الزعيم في: "مرجان أحمد مرجان، أمير الظلام، حنفي الأبهة، الإرهاب والكباب" وفي مسرحيتي الزعيم، والواد سيد الشغال.

وتوالت أفلامه مع كبار الفنانين فقدم مع نور الشريف "الظالم والمظلوم"، ومع محمد صبحي "الشيطانة التي أحبتني"، ومع محمود عبد العزيز "آنساتي سادتي"، ومع أحمد زكي "كابوريا"، ومع علاء ولي الدين ومحمد هنيدي "حلق حوش".

وفي مطلع الألفية، شارك يوسف داوود في العديد من الأفلام مع جيل الشباب أبرزها "فرقة بنات وبس، صعيدي رايح جاي، اتفرج يا سلام" مع هاني رمزي، و"فيلم هندي" مع أحمد آدم ومنة شلبي، و "الباشا تلميذ" مع كريم عبد العزيز، و "زكي شان" مع أحمد حلمي ولكن يبقى دوره المهم والمؤثر في فيلم "عسل اسود" مع حلمي هو الأقوى إذ قدم دور "عم هلال".

وقدّم للتليفزيون عدة مسلسلات أبرزها: السيرة الهلالية، جحا المصري، عايش في الغيبوبة، رأفت الهجان، يوميات ونيس، البراري والحامول، وفارس بلا جواد، ويبقى دور "لبيب شطا" في "أنا وأنت وبابا في المشمش" هو الأشهر خلال مسيرته في الدراما التليفزيونية، وختم يوسف داوود مشواره الفني عندما قدم صوت إحدى الشخصيات في مسلسل الكارتون "قصص الإنسان في القرآن" مع الفنان يحيى الفخراني.

وتزوج يوسف داوود من السيدة مارجريت مراد، وأنجب منها ابنته "دينا" التي كشفت في لقاء تليفزيوني أن صوت والدها المرتفع في المنزل أثر علي  قدرة أسرته السمعية، وأنه نصح شقيقها بالإبتعاد عن التمثيل لكونه ليس موهوباً وهو يعمل حاليا بإحدى الدول العربية.

وعانى يوسف داوود من مرض الكلى حتى توفي في 24 يونيو 2012 عن عمر يناهز 79 عاماً، وترك خلفه أعمالاً لا تنسى وضحكة هي الأشهر والأقرب لقلوب محبيه.