بعد نجاح الجولة الرابعة من مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادى الأوراسىي، والذي عقدت أمس بحضور نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة وما نتج عن ذلك وهو استضافة مصر للجولة الخامسة للمفاوضات والمقررة في  نوفمبر من العام الجارى.

 

وقال الدكتور مدحت الشريف، استشاري الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي، إن مصر كانت تحاول منذ فترة طويلة، أن تتوصل إلى عقد اتفاقية تجارة حرة مع هذا الاتحاد، من خلال مفاوضات استمرت 6 سنوات، مضيفا: "حاليا نحن في السنة السابعة من مناقشات ودراسة تفاصيل الاتفاقية، بغرض تعظيم مكاسب كل طرف، لافتا إلى أن النقاط الأساسية التي يسعى كلا الجانبين للاتفاق بشأنها، في كل جولة من المفاوضات، تتضمن إعفاء بعض السلع كبداية.

 

ولفت إلى أن الجولة الرابعة من المفاوضات، نتج منها الاستقرارعلى وضع قائمة بالسلع المراد تحريرها من الجمارك، لكي يتم تبادلها بين الجانبين، وذلك من خلال وضع جداول زمنية تدريجية بتحرير السلع بنسب معينة، كاشفا عن أن يجري حاليا مناقشة وضع قواعد المنشأ، التي تعني الجنسية الاقتصادية للسلعة، التي يتم تبادلها تجاريا، تبعا للدولة التي أنتجت فيها.

 

وتابع: في الإطار ذاته طالبت مصر بإزالة قيود الكمية على الصادارات المصرية، خاصة المهمة منها، مثل: الصادرات الزراعية، حيث تعد روسيا من أكبر مستوردي الحاصلات الزراعية المصرية، لكنها كانت تضع قيودا كمية عليها، بمعنى أنها تستورد من كل محصول كمية محددة مسبقا، ليس وفق العرض والطلب، بحسب ما أوضح الدكتور مدحت الشريف.

 

ولفت الشريف إلى أن مصر تسعى للتعاون الاستثماري، وليس فقط التجارة البينية مع دول الاتحاد، مشيرا إلى أن مصر طالبت بإنشاء منطقة تخزين لوجيستية لها، في الاتحاد الأوراسي، لتسهيل صادراتها إلى أوروبا الشرقية، والمناطق المختلفة في آسيا، والدول القريبة من الاتحاد.

 

 

واختتم: كل هذا يعد نقاطا أساسية تسعى مصر للتوصل إلى حلول لها، بما يتناسب مع الجانبين، إذا استطاعت مصر الوصول لاتفاق شامل مع الاتحاد، فهذا سيعد قيمة كبيرة لمصر، إذ إن التبادل التجاري الحالي، على الرغم من عدم وجود تسهيلات يقدر بنحو 4.69 مليار دولار، وهي قيمة كبيرة، ما يعني أنه عند التوصل لاتفاق بالتسهيلات، ستكون العوائد أكبر وأفضل، بحسب وصفه.

 

وقال الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، إن الاتحاد الأوراسي هو اتحاد اقتصادي للدول التي تقع في وسط آسيا وشمالها وفي أوروبا الشرقية ويضم دول روسيا، وبيلا روسيا، وأرمينيا، وكازخستان، وقيرغيستان.. ويمتلك  سوقًا موحدة متكاملة تضم 180 مليون شخص بناتج محلي يزيد عن 5 تريليونات دولار أمريكي.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" أن مصر تمتلك تاريخا طويلا من التعاون مع دول الاتحاد الأوراسي منذ أن كان ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وتطلع حاليا إلى تكوين منطقة تجارة حرة بينها وبين دول الاتحاد وقد انعقدت من أجل ذلك ثلاث جولات سابقة من المفاوضات، واستضافت موسكو أخيرا الجولة الرابعة من المفاوضات وذلك من أجل بحث تفاصيل الاتفاق لإبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر ودول الإتحاد الأوراسي.

 

وأشار إلى أنه قد تم الإعلان عن اقتراب الوصول إلى اتفاق شامل متوازن يحقق مصالح جميع الأطراف وهو الأمر الذي سيعزز من حجم التبادل التجاري ويوسع من التعاون الصناعي والاستثماري  وسيدعم منظومة نقل الخبرات والتكنولوجيات الصناعية المتطورة للصناعة الوطنية في مختلف القطاعات الإنتاجية مما يعود بالنفع على كل الأطراف.

 

يذكر أن نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة كانت قد توجهت للعاصمة الروسية موسكو الأربعاء 23-6-2021  لتترأس وفد مصر في اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية الروسية للتعاون التجارى والاقتصادي والعلمى والفنى في دورتها الثالثة عشر والتي تعقد خلال الفترة من 22 -24 يونيو الجارى برئاسة وزيرى التجارة في البلدين، وقد أسفرت الجولة الرابعة الحالية عن ناجحها و من المقرر استضافة مصر للجولة الخامسة من المفاوضات المقرر عقدها خلال شهر نوفمبر من العام الجاري.