الثلاثاء 2 يوليو 2024

قبل فوات الأوان .. صديقتى سبب مصيبتى

13-5-2017 | 10:31

تحقيق: إيمان عبد الرحمن

كيف يمكن أن أعيش هذه الغفلة وأطمئن لأشخاص خائنين؟ كان من السهل على أن أستوعب خيانة زوجى ، ولكن لم أكن أتصور أن تكون خيانته مع أقرب الناس لى ؟ .. أكاد أفقد عقلى بل فقدته فعلاً ، زوجى تزوج من صديقتى وأنا من قربت بينهما ! توأم روحى التى كنت ألجأ إليها لحل مشكلاتى هى من طعنتنى فى ظهرى . هل يعقل أن تختل الموازين إلى هذا الحد و ينقلب الأصدقاء إلى ألد الأعداء ؟! ترى هل الخطأ خطئى حين وثقت فيها وزوجى أم أن الغدر فى زمننا هذا أصبح يسرى فى شرايين البشر ؟

هذه الكلمات لم تأت على لسان زوجة وحيدة عانت خيانة صديقتها التى خطفت زوجها فغيرها كثيرات منهن «س.أ » التى خانتها من تربت معها وكانت بمثابة أخت لها تقول: لم تكن صديقتي فقط بل ابنة خالتي التي تربينا معا منذ الصغر، كنا كالتوأمين لكنها تغيرت معي منذ خطبتي، وعندما تزوجت كنت ألمح اهتمامها البالغ بزوجي، تسأل عنه دائما ولا تأتي لزيارتي إلا عندما تتأكد من وجوده، راودتني شكوك كثيرة لكنني كذبتها وأكدت لنفسي أنها أختي وأنني أثق في زوجي، حتي جاءت باكية من الوحدة وطلبت منه أن يجد لها عملا في الشركة التي يعمل بها فأشفقت عليها لأنها لم تتزوج بعد لكن كانت هذه بداية الكارثة يتحدثان طوال الوقت وعندما أسأله يقول لي نتحدث عن العمل، يوما تلو آخر ازداد التقارب بينهما، تأرجحت بين تكذيب مخاوفي وبين الشكوك التي كادت تفتك بي حتى جاءته فرصة سفر كمهمة عمل فاتصلت بالشركة للتأكد من كلامه فعلمت أنه لا يوجد مهمات وأنه في أجازة، وعندما واجهته اعترف لي بأنه تزوج ابنة خالتي عرفيا فطلبت الطلاق.

الجارة العقربة

امرأة أخرى كان زوجها دائم السفر لها حكاية مع جارتها وصديقتها، حيث كانت تقضى معظم الوقت معها، لم تبال الزوجة في أول الأمر باهتمام صديقتها بزوجها وزياراتها المتكررة أثناء وجوده، وذات مرة طلبت منه أن يصلح لها بعض الأعطال في المنزل، بعدها لاحظت تغير زوجها وافتعاله المشاكل، وعندما طلبت الجارة الطلاق من زوجها وذهبت لتعيش مع أسرتها، تأكدت الزوجة من شكوكها خصوصا عندما وجدت اتصالات كثيرة بينهما بعد طلاقها، وعندما واجهته قال لها نعم أحبها وسأتزوجها فأنا لا أتخيل حياتي بدونها.

نماذج متباينة

إذا كانت النماذج السابقة تلقي الضوء على خيانات المقربات سواء كن من الأهل أو الأصدقاء أو حتى الجيران فالدراما أيضاً لعبت دور في الكشف عن تفاصيل تلك العلاقات كان أبرزها فيلم «الحب الضائع » عن قصة الأديب طه حسين وفيه ندمت الصديقة الخائنة على فعلتها، ولكن في ظل ما نعيشه الآن كيف ستتناول الدراما هذه القضية؟

تقول الكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة موريس: يعانى المجتمع اختفاء العادات والقيم التى تربت عليها الجدات والتى كانت تتوافق مع الأخلاق التى يحمدها المجتمع، فكل يوم نقرأ في صفحات الحوادث العديد من القصص التي لم نتصور يوما أنها قد تحدث، ومع غياب مفاهيم الصداقة والوفاء والإخلاص أصبح زوج الصديقة هدفا تسعى المرأة للوصول إليه واقتناصه، لذلك أري أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة رغم وجود قلة لاتزال متمسكة بالقيم والأخلاق.

وتضيف: تناول تلك القضية فى الوقت الحاضر يرجع إلي نظرة المؤلف، فإن كان يؤمن بأن الحياة أصبحت فارغة من القيم سيقدم نماذج وشخصيات تمثل تدني هذه القيم وسيجد لها المبررات، وإن كان مؤمنا بوجود نماذج تحافظ على الصداقة وتعلى قيم الوفاء سيتناول القضية بشكل آخر وسيقدم لنا مزيجا من النماذج المتباينة.

قواعد التعامل

هذا عن الدراما فكيف يرى خبراء علم النفس والاجتماع خيانات المقربات؟ ترى د.حنان أبو سكين، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أنه يجب وضع قواعد وأسس للتعامل مع محيطنا الاجتماعى لأن معظم المشكلات تحدث بسبب الجهل بكيفية التعامل الصحيح مع الآخرين ووضع حدود في علاقاتنا معهم، مضيفة: ما نعايشه من حالات خيانة من المقربات جعل بعض النساء يرفضن صداقة أي امرأة وحيدة سواء كانت أرملة أو مطلقة أو فتاة تأخر زواجها ما يجعل تلك الفئات عرضة لظلم المجتمع، وتنصح د. حنان بالحذر فى التعامل مع النماذج السابقة وليس تجنبها أو رفض صداقتها.

استفتى قلبك

ويتفق د. محمد سمير عبدالفتاح، أستاذ ورئيس قسم علم النفس سابقا بكلية الآداب جامعة المنيا مع الرأي السابق ويقول: يجب ألا نكون كالكتاب المفتوح، ولا نحكي تفاصيل حياتنا للآخرين أيا كانت درجة قرابتهم منا وخاصة الأسرار الزوجية حتي نتفادي مقارنة الصديقة بين زوجها وزوج صديقتها والغيرة والحقد في الوقت الذي يتصف به بعض الرجال بعدم الإخلاص. أما عن التبعات النفسية التي تصيب الزوجة التي خاضت هذه التجربة فيقول د. محمد: للخيانة تأثير مدمر علي الشخص وخاصة إذا كانت الخيانة من أحد المقربين، فخيانة الزوجة تفقدها الثقة في المجتمع بأكمله، كما أن الشخص الخائن تكون لديه القدرة على التلون والتمثيل خاصة في هذه الحالة التي قد تفكر في التقرب من زوج صديقتها لتعرف كل أسرارها وأقول «القلب خير دليل » لمعرفة الشخص الخائن من المخلص.

خطوط حمراء

وتقول د. أميرة فيشاوي، خبيرة العلاقات الأسرية: أول نقطة يجب الاهتمام بها الاختيارالصحيح للصديق لأنها يترتب عليها كل أمورنا الحياتية بعد ذلك، فعلينا أن نختار من يماثلنا في الأفكار والشخصية والمستوي الاجتماعي، بعد ذلك تأتي درجة تحديد العلاقة وعدم التحدث في الأمور الخاصة ويفضل أن تقتصر المقابلات على الأماكن العامة أثناء تواجد الأزواج وتجنب المقابلات فى المنزل.

وتنصح د. أميرة كل زوجة بالحرص على أن تكون صديقة لزوجها مهما زادت المسئوليات قائلة: اقتربي من زوجك لأن السبب في مثل هذه المشكلات غياب الصداقة بين الأزواج، فلو كانت العلاقة بينهما مبنية على الصداقة والثقة المتبادلة لن تحتاج الزوجة إلي صديقة تحكي وتفضفض معها، لذلك يجب أن يظل الود والصداقة موجودة مهما زادت المسئوليات وضغوط الحياة.