النجاح والتفرد لا يعرف عنوانًا معينًا يذهب إليه، هو فقط ينجذب نحو المتميزين، نحو الحالمين به والطامحين إليه، وعلى ذلك انتقل الكابتن إبراهيم مراد ومجموعته الأولى والفريدة في مصر من التجمع في "القهوة" واللعب في الشارع إلى تأسيس فريق كرة القدم الأول لقصار القامة في مصر عام 2016.
ما حركهم للتفكير في تكوين فريق من قصار القامة فقط هو معاناتهم في اللعب مع من هم أطول منهم ، وبالتالي لا يوجد عدل ولا تكافؤ بينهم، فكانت هذه نقطة الضغط التي أجبرتهم على التفكير فيما هو أعظم لهم وليس فقط أنسب.
بدأ الكابتن إبراهيم بتجميع فريقه من محافظات مصر المختلفة وهذا ما زاد الأمر صعوبة، ولكن كانت وسائل التواصل الاجتماعي في صفهم، واستطاعوا التواصل مع بعضهم البعض من خلالها، بل وتواصلوا مع لاعبين جدد أيضًا، وخلال هذه الخطوات كانوا على مرأى ومسمع رواد التواصل الاجتماعي، وعرف بهم الجمهور واستطاعوا تكوين فريق وجمهور معًا.
وكأي فريق، كان لابد لهم من مكان للتجمع واللعب، ولم يجدوا أفضل من نادي الجزيرة، الذي احتواهم وقدم لهم ليس فقط مساحة الملعب بل أيضًا مساحة شخصية وحرية وبيئة آمنة خالية من أي مضايقات قد يتعرضون لها في أماكن أخرى، يتجمعون مرتين شهريًا فقط وذلك لأن أغلب الفريق من محافظات بعيدة.
يقوم الفريق على الجهود الذاتية بداية من مصاريف السفر وحتى حجز الملعب وشراء الملابس الخاصة بالتدريبات واللعب، يقيمون دورات بينهم وبين فريق الاسكندرية ودمياط فقط، وذلك لأنهم الوحيدون فرق قصار قامة في مصر.
يطمح الفريق أن يُؤسَس لهم اتحاد رياضات الأقزام، ويتكون العديد من الفرق الرياضية والكروية، وتقام لهم دوريات ويشاركوا في بطولات عالمية كالأولومبيات مثلًا وكأس العالم.
وهناك منتخبات عربية لقصار القامة في المغرب والأردن والعراق وسوريا، وهذه المنتخبات تكونت بعد الفريق المصري أي أن الفكرة بدأت من هنا فلما لا نعمل على تطويرها وتقديمها للعالم بدلًا من أن يقوم غيرنا بذلك ويذهب الفضل لمن لا حق له فيه؟!