يرجع تاريخها إلى 5 آلاف سنة، وتقع بين أسيوط والأقصر بالقرب من قنا، على بُعد 11 كم غرب النيل وغرب مدينة البلينا بسوهاج، وتعتبر أحد أقدم المدن المصرية القديمة بصعيد مصر، كانت عاصمة الإقليم الثامن من مصر العليا، وكان حتى وقت قريب يطلق علي "ابيدوس" قرية العرابة المدفونة لان آثارها مدفونة تحت الرمال، وبعد ذلك أطلق عليها اسم "تا ور" ويعني الأرض العظيمة، وأطلق أيضًا عليها اسم "آب جو"، ومنه اشتق اسمها الحالي "أبيدوس" .
تعد أبيدوس حاليا أحد أهم المواقع الأثرية في مصر القديمة فهي تحتوي على العديد من المعابد الهامة ومدينة موتى دفن فيها الكثير من ملوك الفراعنة، تضم المدينة العريقة معبدان من أروع المعابد في مصر القديمة وهما معبد سيتي الأول، ويعد أحد أهم المعابد المصرية نظرًا إلى تخطيطه المعماري الفريد، وجمال نقوشه وروعة ألوانها.
كما تضم معبد رمسيس الثاني، الذي يتميز بالنقوش الفرعونية البارزة، ويقع غرب معبد سيتي الأول ابن رمسيس الأول مؤسس الأسرة 19 والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها برمسيس على اسم مؤسس الأسرة، وكانت المدينة مركزًا لعبادة المعبود "خنتي أمنتيو" قبل أن تصبح مركزًا رئيسا ً لعبادة " أوزيريس" .
عثر العلماء في مدينة أبيدوس على أقدم القوارب في التاريخ في المقابر القديمة، وكانت مدفونة في أحضان الرمال ويعود تاريخها إلى 3000 عام قبل الميلاد، وكان يحج إلى أبيدوس الكثير من المصريين القدماء ليشكوا همومهم للإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية، احتفظت مدينة أبيدوس بمكانتها المتميزة أثناء الحقبة المتأخرة ما بعد طرد الهكسوس، وقد بنيت فيها قبور عظيمة للشخصيات الكبيرة خلال الحقبة المتأخرة وحتى الأسرة الخامسة والعشرين ، ودفن فيها أيضًا الكثير من ملوك الأسرة الملكية الكوشية.
