تتعرض الفتيات في كثير من الأحيان إلى حرمانها من الميراث بعد وفاة والديها من قبل أخواتها الذكور وفقا لعرف بعض المجتمعات في صعيد مصر، كما يحرم آخرون المرأة من الميراث بسبب نزاع وخلاف بينهما أو طمعا في حب المال وغياب الدين من قلبه وعقله، فما حكم حرمان المرأة من الميراث؟. ومن جانبها أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها تحت اسم "حرمان المرأة من الميراث"، وقالت السائلة: ما حكم حرمان المرأة من ميراثها؟.

وأكدت دار الإفتاء المصرية: أن حرمان الوارث من الميراث بعد ثبوت حقه فيه حرامٌ شرعًا ومن كبائر الذنوب؛ لقول الله تعالى بعد ذكر تقسيم الميراث: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۞ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 13-14].

وأضافت الدار: وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ». وتابعت: هو في حق المرأة أشد، بل هو من مواريث الجاهلية؛ حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: حَقَّ الْيَتِيمِ، وَحَقَّ الْمَرْأَةِ»، ومعنى «أُحَرِّجُ»: أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا، والله سبحانه وتعالى أعلم. ميراث المرأة في الجاهلية أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الرجال والصغار في الجاهلية (أي ما قبل الإسلام عند العرب)، كانوا يحرمون المرأة من الميراث.

وتابع أمين الفتوى: أن حرمان المرأة من الميراث يعتبر ظلمًا بصفة عامة، وحرام شرعًا، موضحا أن من يحرم المرأة من الميراث بدون رضا منهن يعد مخالف لأحكام الميراث الشرعية، بل هو من مواريث الجاهلية التي جاء الإسلام باجتثاثها وإهالة التراب عليها. كما أن هذا من أكل أموال الناس بالباطل، وهو من كبائر الذنوب التي تَوَعَّد عليها الله تعالى مرتكبها بشديد العذاب.