كتب : خالد فــؤاد
منذ أربعين سنة.. تحديدا يوم10 أبريل عام 1975.. حيث صدر العدد 657 من مجلّة «الموعد» بعد رحيل الموسيقار الكبير ببضعة شهور وكانت المجلة خصصت بابا بعنوان "أطرشيات" ظلت حلقاته مستمرة لسنوات طويلة ، وفى حلقة هذا العدد تحدث الأستاذ محمود لطفي.. صديق ومحامي الموسيقار الراحل والمستشار القانونى لجمعية "المؤلفين والملحنين " لسنوات طويلة ، حيث راح يقدم امثلة كثيرة لشعبية فريد الأطرش الجارفة ومكانته بين اقطاب الموسيقى العربية على مر العصور، لكنه فجر قنبلة من العيار الثقيل بأن فريد تعرض لظلم كبير فى حياته بعدم تقدير المسئولين لفنه بالشكل الكافى.
لطفى لم يكن وحده من أشار إلي الظلم الواقع علي فريد، بل إن هناك ممن عاصره من لفت إلي الظلم الذى تعرض له فريد فنجد الفنانة لبنى عبدالعزيز التي حلت ضيفة على أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة فى حديث مسجل صوتا وصورة لها وفاجأتنا بقولها:
اثناء تصوير فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» شعرت بأن فريد مضطهد بالفعل فقد كان إنساناً طيباً وجميلاً جدا سعدت بمعرفته، وكان كريم و«غلبان» يشعر طوال الوقت أنه مظلوم، يشتكي باستمرار من عبدالحيلم وعبدالوهاب، وتأكدت من اضطهاده بنفسى حينما عرف عبدالحليم حينما بمشاركتي في فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» يقوم بمجهودات كبيرة حتى لا أقدم الفيلم، لدرجة أنه عرض على تقديم فيلم آخر معاً، لكن اعتذرت له لكون قصة فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» كانت اعجبتنى وجذبتنى بشدة فقررت تقديمها وقد اغضب هذا عبدالحليم منى وربما يكون هذا أحد اسباب عدم تعاونا معاً بعدها فى أى عمل.
الإعلام
هذه ليست سوى نماذج بسيطة لتصريحات الآصدقاء المقربين للموسيقار الراحل وعدد كبير من الفنانين والفنانات ممن شاركوه بطولات أفلامه السينمائية، والحفلات الغنائية، فجميعهم اتفقوا على شئ واحد وهو أن الموسيقار الراحل بالفعل تعرض لظلم واضطهاد كبير فى حياته، فلم تكن درجة الاهتمام به وبفنه وبأفلامه وحفلاته أيضا، بنفس القدر الذى كانت تحظى به أفلام وحفلات مطربين آخرين سواء ممن عاصروه أو ممن أتوا بعده، فدائما وأبدا كان الاهتمام ينصب على مايقدمه هؤلاء الفنانين من أعمال وكانت وسائل الإعلام تقوم بتسليط الأضواء عليهم بصفة مستمرة بينما تتعامل مع ما يقدمه هو بشكل مختلف تماما، وقد اكتشفنا هذا بالفعل حينما عدنا للصحف والمجلات القديمة فى حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات فى القرن العشرين فوجئنا بأن عدد الأخبار بل والحوارات التى كانت تجرى معه لا تمثل 10 % مما كان يكتب وينشر للفنانين الآخرين ، وربما كان هذا هو السبب الرئيسى الذى دفع فريد لترك مصر والتوجه للبنان لشهور ولسنوات طويلة، فكلما كانت تزداد حالته النفسية سوء بسبب ما يعانيه من ظلم واضطهاد يترك مصر ويسافر ولا يعود إلا بعد فترة.
ـ والغريب حقا أن حالة الاضطهاد لم تقتصر على حياته فقط بينما امتدت لما بعد وفاته، فدائما وأبدا تمضى ذكرى وفاته وايضا ذكرى مولده مرور الكرام فعلى الرغم من اعترافها بقيمته ومكانته وجمهوره الكبير الذى تضاعف بعد وفاته إلا أننا لا نجد هذا على أرض الواقع ، فالقليل من الصحف هى التى تنتبه لذكراه وتنشر موضوعات عنه، والقليل من القنوات هى التى تتذكره وتعرض بعض أفلامه وحفلاته الغنائية، والأمر ذاته من قبل المحطات الإذاعية العربية.
إهمال المقبرة
ورغم أن أسرته أصروا جميعا على أن يدفنوا فى القاهرة التى عاشوا فيها اكثر مما عاشوا بمسقط رأسهم إلا أن مقبرتهم ت عرضت للإهمال، مما دفع فيصل ابن شقيقه لمناشدة أفراد الأسرة ببيروت للحضور وبشكل عاجل نقل رفات عمه فريد الاطرش وعمته اسمهان وابيه فؤاد الاطرش لمقابر الأسرة ببيروت وقد أرجع فيصل ذلك إلي انتشار البلطجية والمتشردين والباعة الجائلين الذين يتخذون منها ومن المقابر المحيطة بها مقرات للاقامة لهم مع ما يحدث من أشياء أخرى هذا فضلا عن المياه الجوفية التي تهدد كل المقابر وأكد أنه إذا لم يتم التوصل لحل لانقاذ المقبرة وكل المقابر الأخري بالتالي لن نقف مكتوفي الايدي وسنصر علي نقل رفاتهم وتحرك المسئولون وقتها ، وإزالوا أكوام القمامة ونقلوا الباعة الجائلين من المكان، ولكن ما هى إلا شهور قليلة حتى عاد كل شىء لما كان عليه بل أسوأ مما كان.