الجمعة 31 مايو 2024

إفطار الوداع .. فى الدور العاشر

14-5-2017 | 10:17

اعتاد فريد الأطرش أن يدعو كل عام طائفة من زميلاته وزملائه الفنانين إلي مائدة افطار في رمضان وفي يوم الثلاثاء الماضي كان موعد هذه الحفلة وقد بدأ المدعوون يتوافدون علي منزل فريد ورأينا أولهم هند رستم وليلي فوزي ومعهما حلمي رفلة ومديحة يسري ومحمد فوزي وشادية ومحمود ذو الفقار ومريم فخر الدين وقبيل موعد الافطار انتظم المدعوون في الشرفة التي تطل علي النيل وجرت الأحاديث حول الدرس الجديد الذي يتلقاه فريد الأطرش كل يوم في طريقة إمساكه بالسيجارة ذلك أن فريد لم يكن يدخن أنه اضطر إلي أن يتعلم التدخين ليتسني له أن يؤدي أدواره كاملة حين يتطلب الدور منه أن يدخن سيجارة.

وكان فريد لا يعرف كيف يمسك بالسيجارة ولا كيف يخرج منها نفسا ويقول إنه يستهلك كل يوم عشرات من السجائر في سبيل أن يحذق مهمة الإمساك بالسيجارة والتدخين فيها وقال له حلمي رفلة ضاحكا:

- الأحسن يافريد أنك تتعلم الحكاية دي في «الاعقاب»!

وفي غمرة الأحاديث نسي المدعوون أن مدفع الأفطار قد انطلق فلما احست مديحة بالجوع قالت:

ما تتفضلوا تفطروا عندنا أحسن!

وتنبه الحاضرون في هذه اللحظة إلي أن المدفع قد انطلق من زمان فقاموا إلي البوفيه العامر بأطايب الطعام..

وعلي الباب وقف فريد ممسكا بيده «شفشق» امتلأ بشراب قمر الدين وأصر علي أن يأخذ كل مدعو كوبا من هذا الشراب ليؤكد أنه صائم!

وبدأ الهجوم علي ألوان الطعام وأخذ كل مدعو يختار منها ما يحلو له حتي وجد فريد أن الاطباق انتقلت كلها تقريبا إلي خارج البوفيه فقالت له شادية:

الحق يافريد.. دق مسامير في الأطباق!

وتناولوا الإفطار في جو من المرح ولما جاء دور الحلوي أثر الكثير منهم البرتقال وراحوا يتقاذفونه فيما بينهم كأنهم في ملعب لكرة القدم!

واستمعوا بعد ذلك إلي الموسيقي وإلي أغنيات من شادية وحين كانت شادية تغني دق جرجس الباب مرة واثنين وثلاث مرات فقالت لها مريم فخر الدين:

إنتي مسجلة صوت جرجس الباب في الأسطوانة؟

واقترحت ليلي أن يتسلي المدعوون بلعبة «جوز وفرد» علي «المكسرات» حتي يحين موعد السحور وهنا اقترح عليهم فريد أن ينزلوا جميعا لشراء «المكسرات» أو يذهب هو لشراء المكسرات!

وكان فريد يقصد أن يترك ضيوفه وشأنهم حتي يملوا من طول انتظاره فيغادروا المنزل وأخيرا انصرف المدعوون بسلامة الله!

الكواكب 299 - 23 أبريل 1957