الجمعة 27 سبتمبر 2024

تعرف على قصر الإليزيه الذي سيسكنه ماكرون عقب انتهاء تنصيبه

14-5-2017 | 11:31

وصل الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون صباح اليوم الأحد إلى قصر الإليزيه لتسلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند.

وكان أولاند في استقباله على عتبة قصر الإليزيه قبل اصطحابه إلى الداخل وعقد اجتماع مغلق واطلاعه على الملفات السرية والحساسة وتسليمه رموز الردع النووي الفرنسي

ويعتبر قصر الإليزيه هو المقر الرسمي لرئيس جمهورية فرنسا الذي يضم مكتب رئيس الدولة ومكان اجتماع مجلس الوزراء، يقع القصر بالقرب من شارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن الثامن عشر وخلال القرون التالية أجريت عليه العديد من التعديلات إلا أنه بالرغم من ذلك قد حافظ على تصميمه الكلاسيكي

بناء القصر

ويرجع تاريخ بناء القصر إلى العام 1718 حينما اشترى الكونت هنري لويس قطعة أرض في باريس وشيد عليها قصرا لسكناه، وقد تم بناء القصر خلال أعوام 1718 و 1722، وحين توفي الكونت هنري لويس عام 1753 بيع القصر إلى جان أنتوانيت بواسون مركيزة بومبادور (1721 ـ 1764)

بعد أن اشترت المركيزة جان أنتوانيت بواسون القصر أجرت عليه بعض التعديلات حيث كلفت المهندس المعماري لاسورانس بإعادة تصميم المجلس الرسمي والطابق الأول والحديقة، فصمم الرواق المعمد عند مدخل المبنى، وسياج الشجيرات

الإليزيه من مقر للسفراء إلى عرض الصور الزيتية

وقبل وفاة المركيزة جان أنتوانيت أوصت إلى لويس الخامس عشر الذي جعله في البداية مقراً للسفراء فوق العادة في باريس، بقرار ملكي في 14 أغسطس 1765م، ثم حوِّل إلى مكان لعرض الصور الزيتية للمرافئ الفرنسية

في عام 1773، اشترى التاجر نيكولا بوجون القصر، فطلب بوجون من مهندسه بولييه أن يُجري فيه عدداً من التغييرات فزاد في جناح الشقق الصغيرة، حتى تصل إلى شارع الشانزليزيه مشكلاً زاوية قائمة.

في عهد لويس السادس عشر خصص القصر لسكن السفراء فوق العادة، كما فعل جده من قبل، وفي عام 1787م باعه إلى ابنة عمه، دوقة بوربون

قبض على دوقة بوربون خلال الثورة الفرنسية في أبريل 1793م، وخصص القصر لاستخدامات أخرى متعددة، وفي عام 1794، أصبح مقراً لهيئة نقل القوانين والأنظمة، وداراً للمطبعة التي تتولى طبع النشرة القانونية.

بعد إطلاق سراح الدوقة عام 1795، استعادت ملكية القصر في يناير من عام 1797، غير أنها، بسبب ضائقة مالية، أجّرت الدور الأرضي من القصر، وسمحت للتاجر هوفين وهو من سكان القصر المستأجرين، أن يهيئ غُرف الرسم والحديقة للرقص لعامة الناس، فقام ببناء رواقين مسقوفين على جانبي المدخل، ليسهل دخول الناس إلى الصالون الرئيسي الكبير، وخلال هذا الوقت أخذ القصر اسم الإليزيه.

 

 

عرضت الدوقة وهي في منفاها في إسبانيا القصر للبيع بالمزاد العلني، فاشترته عائلة التاجر هوفين، وأجرت بعض أجزائه سكناً للناس، ثم باعت ابنة التاجر هوفين القصر في عام 1805، لتسدد ديونها، فاشتراه جواكيم موراه مارشال فرنسا وكلف المهندسيْن بارتليمي فينيون وبارتليمي تيبو، بتجديده، وإحداث التغييرات اللازمة له، والتي شملت زيادة تصميم كنيسة مادلين وبناء بيت السلم الكبير على يسار المدخل الرئيسي وتصميم قاعة طعام ضخمة في الجناح الغربي فيما حول رواق الصور إلى قاعة رقص، وهي القاعة المسماة الآن صالون موراه

أما جناح الشقق الصغيرة فأصبح سكناً لكارولين موراه، ولكن لم يبقَ منه في هذا الوقت إلا الصالون الفضي، وأما الطابق الأول من المبنى الرئيسي، فأخذه الأمير؛ وأما ولدَا كارولين وجواكيم فيسكنان في الطابق الثاني. وفي مرحلة تالية، خصص نابليون هذا الطابق (الطابق الثاني) لابنه، ملك روما

وبعد أن أصبح موراه ملكاً على مملكة نابولي عام 1808م، أعطى لنابليون كل ممتلكاته في فرنسا، بما في ذلك قصر الإليزيه، وغُير اسم الإليزيه، إلى اسم الإليزيه النابليوني وأصبح تاريخ القصر، من هذه الفترة، ممتزجاً بتاريخ فرنسا نفسها

انتقل الإمبراطور نابليون إلى جناح كارولين، وابتدأ حياته فيه من الأول من شهر مارس من عام 1809 إلى أن خرج في حملته على النمسا. وبعد انفصاله عن زوجته جوزفين، آلت إليها ملكية القصر، ثم استعاده نابليون في عام 1812، وبقي الإليزيه شاهداً على تاريخ الإمبراطورية (الفرنسية) إلى ساعاتها الأخيرة، حيث وقع نابليون تنازله عن العرش فيه، وعلى وجه التحديد في غرفة البودوار الفضية

وقد سكنه ألكسندر، قيصر روسيا، في أثناء احتلال الأحلاف لمدينة باريس، ثم وُضع القصر تحت تصرف دوق ويلينجتون في شهر نوفمبر من عام 1815م. وفي عام 1816م، أصبح جزءاً من ممتلكات الإمبراطورية، فأعطاه لويس الثامن عشر ابن أخيه، دوق بري ،بمناسبة زواجه (أي ابن الأخ) بماري ـ كارولين، دوقة بوربون

وفي عام 1820، تملك لويس فيليب القصر، ليكون سكناً لضيوف الملك الأجانب. وبقي كذلك إلى عام 1848م

تخصيص الإليزيه لسكن رئيس الجمهورية

في أثناء مدة الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية الثانية، أعطى القصر اسم "الإليزيه الوطني" وفتحت حدائقه العامة.

وفي 12 ديسمبر 1848م، أصدرت الجمعية الوطنية مرسوماً يقضي بجعل قصر "الإليزيه الوطني" مسكناً لرئيس الجمهورية الفرنسية، وانتقل إليه الرئيس لويس نابليون، في 20 ديسمبر 1848م، قبل امتلاك قصر تويلري في عام 1852م.