الإثنين 29 ابريل 2024

"درب 1718".. من هنا يخرج الإبداع (صور)

أحد المبدعين في درب 1718

الهلال لايت 27-6-2021 | 10:33

محمود علي

بالقرب من مجمع الأديان، وتحديدًا خلف مسجد عمرو بن العاص  والكنيسة المُعلقة، توجد قرية "الفخاريين"، والتي تحوي كنزًا معاصرًا قد لا يعرف عنه الكثيرين، وهو "درب1718"، الذي أصبح مدينة صغيرة للإبداع والفنون.

بمجرد أن يلامس عينيك درب 1718، تخطف أنظارك الألوان البرّاقة، ونسيم الإبداع الذي يلاطف بصرك، وكإنك تداخلت معهم في عبق الفنون المعاصرة والقديمة أيضًا، وسط تصميم بسيط، يتخلله التراث والإبداع معًا.

أسفر درب 1718 عن بؤرة ثقافية من طراز مختلف، بتصميم فريد، استطاعت أن تنشأ وسط ورش الفخار والسيراميك والزجاج، لتكون داعمًا قويًا للفن والإبداع في مصر، ومركزًا لنشر الثقافة بكافة أشكالها، وقِبلة لكل باحث عنها، هنا فقط تستطيع أن تُخرج كل ما بداخلك من موسيقى وألوان.

قد يبدو لك الاسم غير مألوفًا، ولكن بمجرد أن تغوص في أعماقه، تدهشك حالة الانسجام والتكامل التي تراها بين جميع الفنون والورش التي يقدمها الدرب، وكإنها تسبح مثل الكواكب في فلك واحد، متناغم ومتناسق.

السر وراء الاسم

وقال أسامة نجم الدين مسؤول العلاقات العامة بالدرب، إن سبب تسمية هذا الاسم الغريب، يعود إلى وجود الكثير من ورش صناعة الفخار العشوائية منذ فترة كبيرة، وبسبب هذه العشوائية وزيادة التلوث الناتج عن حرق مخلفات الفخار وغيرها، رأت الدولة أن تتدخل لتنظم المكان بشكل لائق ومختلف، يعكس أيضًا ثقافة الفن والإبداع التي تتناسب مع هذه الورش.

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن الدولة قررت سابقًا أن تعطي أصحاب بعض الورش وبعض الفنانين من أصحاب المهن الأخرى هذه الأماكن كحق انتفاع لهم؛ وذلك بهدف حصول حالة من التكامل والاندماج بين جميع أصحاب المهن والفنانين داخل القرية.

بداية القصة

وكشف "نجم الدين" عن قصة نشأة الدرب وحكايته؛ حيث قال إن الفكرة بدأت عام 2008، عن طريق الفنان معتز نصر الدين، وذلك بعد حصوله على المكان كحق انتفاع من الدولة، مثل أغلب أصحاب الورش، والذي كان لديه حُلم يلاطف خياله ويتمنى تحقيقه، بمدينة ثقافية متكاملة، وملتقى فني وشبابي يخرج منه الإبداع في مصر، يضم كل أشكال الورش وأنواع الفنون المختلفة، وبالفعل قام بتأجير بعض الأماكن داخل القرية، وأطلق عليها درب 1718.

وأوضح أن كلمة "درب" تعني طريق؛ وهو ما يعكس أن يكون طريقًا مختلفًا للفن، أو مسارًا لكل من يبحث عن الإبداع وكل شئ مختلف، بالإضافة إلى أنه يعكس فكرة أن يحتوي المكان على كافة الآراء والاتجاهات.

الورش التي يضمها الدرب

ولفت "نحم الدين" إلى مدى الاختلاف الذي يحتويه الدرب، والذي يتمثل في المزيكا، والأعمال اليدوية، والفخار، والتطريز، والطبلة، بالإضافة إلى الورش الإبداعية الأخرى، وكل ذلك بأسعار زهيدة وأيضًا الحفلات والفرق الشبابية المختلفة، والتي يصل عددها من ل حفلات شهريًا.

وقال إن الدرب يتميز بورش الفخار التي تتواجد بقرية الفخارين الأساسية، والتي هي المصدر الرئيسي، مضيفًا: "الذي سيتعلم الورشة داخل الدرب سيأخذها من المنبع كما يُقال"، بالإضافة إلى وجود عروض سينمائية لعرض الأفلام المستقلة غير التجارية، ولكنهم متوقفون مؤقتًا منذ انتشار "كورونا"، وسيعودون قريبًا في أقرب وقت ممكن، وأيضأ طبيعة المكان المختلفة؛ بسبب ما حولها من مجمع الأديان ومقابر اليهود وجامع عمرو ابن العاص، وهو ما يعكس إحساس مختلف، له طبيعة عكس باقي الأماكن.

خططهم المستقبلية

وأوضح "نجم الدين" أن خططهم المستقبلة تنقسم إلى جزئين؛ الأول سعيهم للتعاقد مع أكثر من فنان، سواء تشكيلي أو صاحب موهبة أخرى، وتأجير الأماكن داخل الدرب لإبراز مواهبهم وبيع منتجاتهم لصالحهم الشخصي، مؤكدًا أنهم بالفعل عملوا على التعقاد مع فنانة تشكيلية أسترالية تعمل في الفخار ولكن بطريقة مختلفة ومميزة.

ولفت إلى أنهم حاليًا قاموا بالتواصل مع مستشفى 57357؛ لخلق مساحة داخل المستشفى للدرب، يقوموا فيها ببعض الأنشطة لمحاولة التخفيف عن الأطفال وذويهم.

Dr.Randa
Dr.Radwa