أكدت الدكتورة بسنت فهمي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب سابقاً، والخبيرة الاقتصادية، أن مصر نجحت في خطتها الاقتصادية، نجاحًا مبهرًا تتحاكي به مؤسسات العالم الاقتصادية أجمع، وهو الأمر الذي وضح جليًا خلال نتائج الموازنة العامة للعام المالي الحالي (2020 – 2021)، تلك الخطة التي كانت صوب أعين دول العالم كافة؛ مما دفع العراق لطلب تحقيق تكامل اقتصادي مع مصر، بهدف الاستفادة من خبراتها في المجالين الاقتصادي والعسكري.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعزز التكامل الاقتصادي العراقي المصري ، فيما يخص الأمن القومي الإقليمي، الاتفاقية ترتكز علي محورين، الأول اقتصادي، والثاني سياسي، مؤكدة أن التعاون الإقليمي الإقتصادي يقلل الصراعات على حدود الدولتين، غير أنها تعتبر أحد أنواع التحالفات الذي تمت منذ ٢٠١٩ وحتى وقتنا الراهن، خاصة أن العراق لا تزال في تعداد الدول التي تتميز بقوة اقتصادية ؛ بسبب ما تمتلكه من ثروات وبترول، رغم الحروب التي ألحقت دمارًا شاملًا بها منذ الثمانينات.
وأشارت عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب سابقاً، إلى أن التعاون الإقليمي الاقتصادي يجعل الإقليم أكثر أمنًا، ويقلل من الصراعات علي حدود الدول، مما يُكسب المنطقة استقرارًا كبيرًا، بالإضافة إلى كونه يخلق فرص عمل للدول المشاركة في التعاون الاقتصادي، إذ أنه من أهم مزايا الاتفاقيات بين "مصر والعراق" تحقيق تعاون الاقتصادي واستخبراتي واجتماعي وعسكري، وتمكين "القاهرة" من تحقيق طفرة هائلة في الاقتصاد، واستقرار أمني بالمنطقة ككل، إلى جانب منع الهجرة غير الرسمية وتقليل حجم البطالة والتحكم في معدلات التضخم.
تابعت إن "العراق تشهد أعمالًا إنشائية كثيرة ستساهم فى زيادة حركة الصادرات المصرية، غير أن المباحثات شملت استعداد شركات المقاولات المصرية للدخول إلى السوق العراقية؛ للمساهمة فى تطوير البنية الأساسية وجهود إعادة الإعمار ، وتنمية وتطوير قطاع الإنشاءات والإسكان"، مؤكدة أن خطوة إعمار العراق تساعد على توفير فرص العمل، وتقليص معدلات البطالة بشكل كبير من خلال الاستعانة بعدد كبير من الكوادر متوقعة في الوقت ذاته، حدوث طفرة في صادرات قطاع مواد البناء المصرية مع دخول الاتفاقيات حيّز التنفيذ.
ونوهت إلى أنه سيتم التعاون بين البلدين في العديد من المجالات الأخرى، مثل البنية التحتية، والاقتصاد الأخضر والأزرق، والكهرباء، بالإضافة إلى التعاون في المجال العسكري وتدريب الجيوش ، وتابعت: "مصر تمتلك أكثر من مليون شركة في مجال المعمار ، ومن خلال أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في بغداد، لمسنا حرصًا متبادلًا على مشاركة الشركات المصرية بمشروعات البنية التحتية بالعراق التي وقعت جرّاء الأعمال الإرهابية".
وذكرت أن هناك فرصاً متميزة أمام صادرات مواد البناء المصرية للنفاذ للسوق العراقية خلال المرحلة الحالية، والعمل على تفعيل الطريق البرى بين البلدين، للمساهمة فى تنشيط حركة التجارة البينية وزيادة الاستثمارات، وتعظيم الاستفادة المتبادلة من السوقين الكبيرتين في القاهرة وبغداد، بالإضافة إلى أن اللجنة قررت إنشاء منطقة لوجيستية لتخزين البضائع المصرية على الحدود العراقية الأردنية، وإنشاء مركز تجاري للمنتجات المصرية في "بغداد".
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم، للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، مع مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وذلك في إطار الجولة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في مارس 2019، حيث كان في استقبال الرئيس بمطار بغداد الدولي الرئيس العراقي برهم صالح.
وتأتي مشاركة الرئيس في قمة بغداد للتعاون الثلاثي، في إطار البناء على ما تحقق خلال القمم الثلاث السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول الثلاث الأشقاء، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.