في إطار القمة الثلاثية التي تجمع "مصر والعراق والأردن"، اليوم الأحد 27 يونيو 2021، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رغبته في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات وأطر التعاون المشترك، تلك المرحلة التي يرغب رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في تسميتها "الشام الجديد" تجمع الثلاثة دول، وفقا لتصريحاته خلال زيارته الولايات المتحدة الأمريكية.

خطة الشام الجديد

ويعد "الشام الجديد" هو تحالف يرتكز على توظيف نقاط القوة لدى "مصر والعراق والأردن" للاستفادة القصوى منها، ففي الوقت الذي سيُمدّ فيه خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق وصولًا إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم إلى مصر.

 ويحصل الأردن منه على النفط العراقي بسعر أقل من سعر السوق الدولية، فضلاً عن رسوم العبور، فإن مصر ستستفيد من عملية تكرير جزء من هذا النفط العراقي على أراضيها، في حين يستورد العراق الكهرباء من مصر، كما يمكّنه الاستفادة من الخبرات والكوادر المصرية في عملية إعادة الإعمار، وستتم الاستفادة من إمكانيات الأردن في مجال النقل، نظرًا لامتلاكه قدرات كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى تصدير السلع من الأردن ومصر إلى العراق.

 العلاقات المصرية العراقية

وتشهد العلاقات المصرية العراقية خلال السنوات الماضية تطورات  في مختلف المجالات حيث وقعت مصر 15 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع العراق فى مجالات مختلفة، خلال زيارة  رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولى، للعاصمة العراقية "بغداد" نهاية شهر أكتوبر 2020، منها ما يخص النقل والموارد المائية والصحة والبيئة والعدل والاستثمار والإسكان والإعمار والصناعة والتجارة والمالية، بجانب التعاون المتبادل في المجالين السياسي والعسكري ،الاتفاقيات شملت مجالات مثل النفط، والموارد المائية، والإسكان والتشييد، والنقل، وحماية البيئة، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات أسواق الأوراق المالية وأيضا في مجال العدل والقضاء.

زيارة الرئيس السيسي للعراق 

ووصل الرئيس السيسي صباح اليوم إلى العاصمة العراقية بغداد، والتي تعد الأولى لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاما، وتعد انعكاسا لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق شعبا وحكومة، وتؤكد حرص مصر على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب في إطار وحدة المصير والتحديات، وتلبيةً للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

بروتوكولات التعامل المصري العراقي 

العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق ومصر ينظمها عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات التي شكلت بيئة تشريعية جيدة لتسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين وبعيدة عن كل ما يعيقها وهي:

البروتوكول التنفيذي لإقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين، والذي تم توقيعه في 18 يناير 2001 ودخل حيز التنفيذ في 16 أغسطس 2001 ويقضي بتحرير جميع السلع المتبادلة ذات المنشأ الوطني في كلا البلدين من القيود الجمركية وغير الجمركية المفروضة عليها.

 التبادل التجاري المصري العراقي 

ويعد العراق ومصر عضوين بارزين في اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري وبرنامجها التنفيذي لإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى بين الدول العربية، وبذلك فإن هذه الاتفاقية تشكل إطاراً ناجحاً لتنظيم العلاقات التجارية بين البلدين، كونها اشتملت على جملة من التفضيلات والامتيازات الممنوحة للسلع ذات المنشأ العربي المتبادلة في إطار المنطقة بشكل أدركت هذه التفضيلات والامتيازات وعلت على ما هو موجود في اتفاقيات الإطار الثنائي.

التبادل التجاري بين مصر والعراق ارتفع من 800 مليون دولار عام 2015 إلى 1.650 مليار دولار خلال عام 2018، وهو أكبر رقم للتبادل التجاري منذ عام 2003 ، بلغ حجم التجارة بين مصر و العراق خلال عام 2019، حوالي 486 مليون دولار، منها ‏‏479 مليون دولار صادرات مصرية و7 ملايين دولار واردات من العراق.‏

الصادرات المصرية للعراق

وتعد من أبرز الصادرات المصرية للعراق، هي الأثاث - غزل القطن - عجائن ومحضرات غذائية متنوعة - أدوية ومحضرات صيدلة - زيوت ودهون نباتية وحيوانية - حديد وسيلكون - بصل مجفف - صابون ومحضرات تنظيف - بلاط وأدوات صحية خزفية - حاصلات الزراعية (خضر وفاكهة) - لدائن بأشكالها الأولية - ملابس جاهزة- منتجات بترول- كربون.

غرفة تجارية مصرية- عراقية 

وفي إطار زيادة حجم التبادل التجاري، فقد قام اتحاد الغرف التجارية برئاسة المهندس إبراهيم العربي، بالاتفاق مع نظيرة العراقي على إنشاء غرفة عمليات تتولى الربط بين منتسبي الاتحادين، لخلق تحالفات للتصنيع المشترك وتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، وتنمية التجارة البينية وتجاوزها إلى تعاون ثلاثي إلى أسواق دول الجوار ودول اتفاقيات التجارة الحرة.

وكان الرئيس السيسي قد بدأ زيارة تاريخية إلى العراق اليوم للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، والتي يشارك فيها مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وذلك في إطار الجولة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في مارس 2019، حيث كان في استقباله بمطار بغداد الدولي الرئيس العراقي برهم صالح.