الثلاثاء 21 مايو 2024

مواقف مشرفة للكنيسة المصرية في «30 يونيو».. و«إنقاذ الوطن» أبرز ثمارها

ارشيفية

تحقيقات28-6-2021 | 22:28

حازم رفعت

"وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".. مقولة شهيرة لقداسة البابا توا ضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أبان الشغب الذي حدث عقب ثورة 30 يونيو وحرق الكنائس في البلاد، حيث كان قداسته أحد أركان مشهد يوم الثالث من يوليو عام 2013 مشاركًا في عزل الرئيس الإخواني محمد مرسى، ورسم خارطة طريق الثورة مع باقي مؤسسات الدولة وممثلي المجتمع، وهما المشاركة والدعم اللذان دفعت الكنائس والأقباط ثمنهما بعد ذلك بحرق وتدمير العشرات من الكنائس في مختلف محافظات الجمهورية عقب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» لتنظيم الإخوان الإرهابي وأنصاره في الرابع عشر من أغسطس 2013.

عام مرير تحت حُكم الجماعة الإرهابية كان كفيًلا أن يجعل الأقباط يتخذون خطوات لم يكونوا يفكرون فيها قبل ذلك أو تخطر على بالهم وصلت لحد الهجرة، وترك حياتهم وذكرياتهم معلقة على حوائط الوطن.

 

طوق النجاة

يقول القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، إن ثورة 30 يونيو المشهد الأعظم في تاريخ مصر الحديث، لأن المصريين لم يجتمعوا على هدف واحد بهذا الكم منذ سنين طويلة، وهذا أثبت أنها ثورة شعبية خالصة في المقام الأول، مضيفًا أن الشعب المصري فقد الشعور بالأمان، وكان يحاول اللجوء لطوق النجاة الذي ظهر لهم، وهو الفريق عبد الفتاح السيسي الذي قاد البلاد لثورة لإستعادة مصر.

 

تعميق جذور المواطنة

وقال الأنبا باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية، إن ثورة 30 يونيو غيرت كل أوضاع المصريين وليس للمسيحيين فقط، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر من ألا مصر.

وأكد باخوم في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال": نجد فكر مواطنة وخطوات جادة في هذا الأمر منها قانون بناء الكنائس ومختلف الأمور الأخرى، مضيفًا أن هناك مطالبة بتعميق جذور المواطنة القائمة على التسامح والمحبة والسلام وتنمية الشعب وإظهار الحياة الاقتصادية.

وفيما يخص احداث الشغب من حرق الكنيسة، قال إن الكنيسة واقفة في اتجاه بإن الدولة وهميتها وعدم الدخول في أي صراع طائفي

 

حقوق الأقباط فى الجمهورية الجديدة

وقال القس نادي لبيب رئيس السنودس بالكنيسة الإنجيلية، إن وضع المسيحيين في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الأمور اختلف تمامًا للأفضل وأصبح الوضع متميز فيما يخص بناء وتراخيص الكنائس.

وأكد لبيب، في تصريح خاص لـ"بوابة الهلال"، أن الأقباط عقب ثورة 30 يونيو شعروا بتواجد وحقوق في أمور كانت لهم قبل الثورة قد حصلوا عليها عقب تولي الرئيس السيسي إدارة البلاد.

وعن مطالب المسيحيين في عام 2021، قال: نطالب بملف توفيق وتقنين أوضاع الكنائس وإتمامها، مشيرًا إلى أن هناك كنائس عديدة تم توفيق تقنين أوضاعها طوال الفترة الماضية.

وأضاف أن الكنيسة قدمت دعم مادي ومعنوي ومادي عقب احداث حرق الكنائس، مؤكدًا أن الدعم المعنوي هو التوعية بأنه ما حدث كان خارج من شدة ولكنه شيء غير مرغوب فيها لانه به شكل من نوع من الخيانة للمسيحيين بما حدث ولكن الاقباط توعوا هذا الدرس وأن ما فعلوا هذه الاحداث هم أعداء المسيحيين والمسلمين بل أعداء الدولة المصرية كلها،  وأما الدعم المادي أنه تم المساهمة في إعادة بناء الكنائس المحروقة مع مساندة القوات المسلحة والذي بدوره قدم مساهمة بفرق كبير.

وأضاف أن مشاركة الكنيسة في بيان الامة في 3/7 /2013  كانت داعمة للديمقراطية والحرية والتخلص من الاحكام الظالمة وكان موقفها تجاه الدولة والوطن والرئيس الرئيس السيسي لدعم المسيرة والحياة الكريمة للمسيحيين والمسلمين في تعايش علي ارض واحدة .

 

مطالب توفيق أوضاع الكنائس غير المرخصة

وأوضح القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية والأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن المسيحيين في عهد الرئيس السيسي فهو بدون شك أن الوضع أفضل كثيرًا عن العهود السابقة، مشيرًا إلى أن هناك مئات الكنائس لجميع الطوائف المسيحية تم توفيق أوضاعها وتقنينها وأن هناك اهتمام كبير من الرئيس في المدن الجديدة ببناء كنائس بها وخصوصًا في العاصمة الإدارية الجديدة وبناء كاتدرائية ميلاد المسيح، فضلًا عن تعيين عدد كبير من الوزراء والمحافظين من المسيحيين، فضلًا عن ذهاب الرئيس للكاتدرائية كل عام للمشاركة في حضور قداس عيد الميلاد وتقديم التهنئة للشعب القبطي ولقداسة البابا تواضروس.

وطالب رفعت فكري، أن يتم تقنين أوضاع باقي الكنائس مثلها مثل باقي الكنائس التي تم توفيق أوضاعها وتفعيل أكثر بدولة المواطنة للمسيحين في المجالس النيابية والوظائف مؤكدًا أن الدولة تسير الأن على طريق المواطنة وأن أحوال المسيحيين أفضل من قبل.

وعن دعم الكنيسة للدولة عقب أحداث حرق الكنائس، قال رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية والأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، في تصريحاته لـ"دار الهلال"، إن الكنيسة قد تفهمت أنه هناك وجود تطرف من جماعات إرهابية منها جماعة الاخوان المسلمين، حيث كان لها موقف مشرف للدولة، لافتًا إلى أن قداسة البابا توا ضروس الثاني له مقولة شهيرة وهي" وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، مؤكدًا أن هناك تدعيم كامل من الكنيسة للدولة واحساس بالمسؤولية وتفهم للأوضاع وأن هناك وجود جماعات إرهابية وان الكنيسة قدرت كل هذه المواقف، كما أن هناك بعض من مؤسسات الدولة تم الاعتداء عليها وتدميرها.

وأضاف القس رفعت، أن الكنيسة تجاوزت ازمة حرق الكنائس في المنيا، مؤكدًا أن هناك تعاون بين الدولة والكنيسة على تجاوز تلك الأزمة.  

 

الكنيسة تتحدى الإخوان

 

وفي نفس السياق، قال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي، إن أوضاع المسيحيين في مصر تغيرت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدرجة غير مسبوقة لم تحدث في مصر من قبل، ومنها أسباب عديدة أهمها ايمان الرئيس السيسي بفكر المواطنة القائم علي مواطنين متساوين في الحقوق والوجبات وهو شعار تحول الي واقع ملموس منذ ان تولي سيادته الحكم بجانب دولة القانون التي تعتبر اهم اركان حكم السيد الرئيس، سيادة القانون وهو مبدأ هام ساهم في تغير أوضاع المسيحيين للأفضل بكل تأكيد.

واضاف كمال أنه أيضاً كانت للكنيسة القبطية الارثوذكسية دور وطني كبير في دعم الدولة المصرية من خلال المشاركة في بيان ٣/٧ وعدم التأثر بقيام الجماعة المحظورة بحرق الكنائس، إذ اطلق قداسة البابا توا ضروس الثاني شعارة الوطني الشهير "وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن"، مؤكدًا أن الامر الذي افشل مخطط الجماعة المحظورة لإشعال الفتنة وهذا ليس بجديد علي اقباط مصر اصحاب الدور الوطني عبر التاريخ.

 

وطالب الباحث القبطي، أن في عام ٢٠٢١ تختفي الجلسات العرفية تمامًا عند حدوث أي مشكلة يكون طرفها مختلفي الديانة لأنها في أحيان كثيرة لا تحقق العدل مثل القانون.

 

تغير إيجابي ملموس

 

ويضيف المفكر القبطي جمال اسعد، انه لاشك أن أوضاع المسيحيين قد تغيرت تغيرا ملموسا أكد توجه نظام يونيو على ترسيخ وتطبيق مبدأ المواطنة حتى لو كان على طريقة التراكم الكمى حيث أن المناخ الطائفى الموروث تاريخيا كان قد كرس علاقات وسلوكيات طائفية .

 

وتابع: مطالب المسيحيين تتمثل فى مزيد من المطالبة بترسيخ وتطبيق مبدأ المواطنة حسب الدستور وتطبيق القانون بلا تمييز على اى اساس حتى تصبح مصر وبحق دولة القانون والمواطنة .

 

واكد لـ"دار الهلال"، أن الكنيسة طوال تاريخها وهى مؤسسة وطنية تقوم بدورها الوطنى عند اللزوم وهذا غير الدور السياسى المرفوض، ولذلك بعد حرق الكنائس عند فض اعتصام رابعة كان موقف الكنيسة موقفا وطنيا واعتبرت ما حدث هو حدث لكل المصريين .كما تم رفض التقارير الأمريكية التى حاولت التدخل فى هذا الشأن، مشيرًا الي أن الكنيسة قد شاركت فى بيان ٣/٧ كأحد المؤسسات الوطنية بجوار الأزهر الشريف، حيث أن الحدث كان حدثا مصيريا وتاريخيا بمعنى الكلمة.