بأدوات بسيطة، تمكن علي الغراب، ممرض بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، من ابتكار غسالة مخصصة لمرضى القدم السكري، تستخدم في غسل الأقدام وتطهير الجروح في وقت قياسي، بدلا من الطريقة اليدوية التي تمتد لـ 45 دقيقة.
أمام مسجد الشيخ بالمنطقة البحرية في قرية البتانون، يعيش الممرض علي الغراب، أخذ على عاتقه مساعدة مرضى القدم السكري منذ فترة طويلة، نظرا لأن الكثيرين من الممرضين لا يتحملون رائحة أقدام مرضى السكري، فيذهب إلى أهل قريته المصابين ويطهر لهم الجروح ويتابعهم كلما يحتاجون إليه، وخلال الشهور الماضية ساهم في معالجة مرضى كورونا هو وفريق من الممرضين بالقرية.
استطاع أن يصمم آلة لغسل أقدام مرضى الغسيل الكلوي بمساعدة مهندس صديقه بالقرية يدعى علي الزغبي، وهي عبارة عن غسالة ومضخة هواء متصلة بأنبوبة أكسجين، يستطيع من خلالها غسل وتطهير وتجفيف الأقدام في عشرة دقائق فقط.. حيث يتمكن مريض القدم السكري من وضع الرجل المصابة في الغسالة، ويقوم صاحب الابتكار بتشغيلها، تبدأ المرحلة الأولى بغسل الأقدام جيدا ليتخللها الأكسجين، ثم يضع كل أدوات التعقيم والتطهير وهي مرحلة أخرى ثم المرحلة الأخيرة وهي تجفيف الأقدام.
جاءت الفكرة لـ "الغراب" بعدما حاول اكتشاف طريقة تسهل عليه غسل أقدام مرضى القدم السكري في وقت قصير، فرسم فكرته على ورق بالرصاص وحينما اكتملت فكرته، ذهب بها إلى المهندس وتمكن من تصميمها خلال أسبوع، ومنذ هذا الوقت وهو يستعملها في مساعدة مرضى القدم السكري بقرية البتانون.. ويأمل في تعميم هذه الفكرة لأنها تصلح بالمستشفيات وتخفف على الدولة التكلفة والوقت، مشيرا إلى أنه يسعى لتسجيل براءة الاختراع وفي انتظار عرض ابتكاره على اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية.
وتعليقا على الموضوع، قال الدكتور بشرى فايق، طبيب جراح ومدير عام التأمين الصحي بالمنوفية، إن هذه الغسالة من الممكن أن تطهر قدم لكنها لا تصلح للتعامل مع كافة مرضى القدم السكري.
وأضاف، "الأمر معقد وليس بهذه السهولة ولو كان الأمر وضع أكسجين ومطهرات مكنش حد غُلب".
وأشار فايق، إلى أن مثل هذه الآلة تصلح لتطهير بعض الجروح البسيطة وإزالة الفطريات لكنها لن تحل الأزمة، لافتا إلى أن مبتكر هذه الآلة كان يتوجب عليه التواصل مع أساتذة الجامعة والأطباء المختصين حتى يسير بشكل علمي من البداية".