الخميس 20 يونيو 2024

فوسفيد الألومنيوم.. قرص حفظ الغلال أقصر الطرق إلى الآخرة في المنوفية

المهندس محمد التركاوي وكيل وزارة الزراعة

محافظات26-6-2021 | 16:02

أحمد عبد السميع

 أصبحنا فى الآونة الأخيرة نسمع في فترة الامتحانات أو ظهور نتائج الطلاب عن حالات انتحار عن طريق حبوب حفظ الغلال والتي تعرف سوقيا باسم "حبة الغلة"، والتي وصفها الأطباء أنها بوابة الموت السريع، حيث أن نسبة الوفاة بها كبيرة وعدد الناجين منها أعداد لاتذكر.

منذ عام 2015، بدأ المواطنون في محافظة المنوفية يعلمون حبة الغلة، بعدما ظهرت حالة انتحار بهذه الأقراص السامة، وفي 2018 تزايدت أعداد الذين حاولوا الانتحار بهذه الطريقة، هذه الحبوب تباع في محال المبيدات الزراعية، ورغم الرقابة والتشديد إلا أننا كل فترة نسمع عن حالات انتحار على نفس الشاكلة، وهو ما يتطلب الوقوف على الأسباب وطرق وقف هذه الكارثة.. 

ارتفاع نسبة الوفاة بـ «حبة الغلة» في المنوفية عامي «2018- 2019» في عام 2018

أصدر قسم السموم بالمستشفي الجامعي بشبين الكوم، احصائيات بعدد الوفيات، والتي تبين أنها ارتفعت بنسبة 46%، حيث توفيت 70 حالة في 2018 و11وصل أعداد الوفيات في عام 2018 إلى 70 حالة، بينما في عام 2019 توفيت 113 حالة، وكانت مدينة بركة السبع هي الأعلى في نسب الوفيات باستخدام أقراص حفظ الغلال، تلاها قرية مليج في المركز الثاني ثم مدينة قويسنا، بينما استقبل قسما الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب ومستشفيات جامعة المنوفية، 1183 حالة انتحار في 2019، وأكدت الدكتورة صفاء عبدالظاهر، رئيس قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب سابقا، أن الحالات منها 382 ذكور و801 إناث، وفي مختلف الأعمارالسنية، وكانت النسبة الأكبر بين 19 و 40 عاما، وتصدر مركز ومدينة شبين الكوم أول قائمة عدد حالات الانتحا، بعد أن بلغ عدد الحالات بها 291، ثم يأتي بعد شبين الكوم مركز ومدينة منوف منوف 188 حالة ثم أشمون 152 حالة.

واختفلت المواد التي استخدمت كوسيلة للانتحار، منها الزينك وفوسفويد الألومنيوم - حبة حفظ الغلال – بواقع 437 حالة.

الدكتورة عزة زناتي: 15 حالة تسمم بقرص الغلال شهريا

وأعلنت الدكتورة عزة زناتي، رئيس قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة المنوفية، عن استمرار تلقيهم حالات تسمم بأقراص الغلال السامة، والتي تقترب من 15 كل شهر خلال الآونة الأخيرة، موضحة أن التسمم بقرص الغلال لا يقتصر على فئة عمرية بعينها بل يتردد على قسم السموم بجامعة المنوفية، أعمارا مختلفة، مؤكدة أنه يجب وقف صرفها للشباب، ووضع ضوابط لتداولها من حيث طريقة صرفها، سواء عن طريق الحيازة الزراعية أو غيرها، ومن حيث الكمية التي تصرف لهم.  مديرية الزراعة تكثف حملاتها وتحررمحاضر فورية في عهد الدكتور حمدى السيد جامع مدير مديرية الزراعة، بدأت أولى خطوات منع تداول حبوب حفظ الغلال بين المواطنين لخطورتها، وقررت لجنة مبيدات الآفات الزراعية بالجلسة رقم 8- 2018بتاريخ 2018-8-14 الآتى:

• التنبيه على الشركات بعدم التعامل مع هذه المبيدات إلا من خلال جهات متخصصة فى التبخير

• عدم إصدار موافقة فنية لإستيرادها إلا بعد تقديم تعاقد مع الشركات المتخصصة فى عملية التبخير .

• التأكيد على استمرار وضع هذه المركبات ضمن المبيدات مقيدة الاستخدام RUP.

• اعتبار وجودها بالمحال مخالفة وعلى الأجهزة الرقابية المصادرة وعمل محضر واتخاذ الإجراءات القانونية .

 فى حالة الضبط تحرم الشركات المخالفة من الموافقات الفنية للإستيراد مده زمنية تختلف باختلاف حجم المخالفة مع تحملها تكلفة التخلص منها . وأكد المهندس أشرف الجمل، مدير مديرية الزراعة السابق، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أن هذه الحبوب محظور تداولها للفلاحين فهي تستخدم في أماكن حفظ الغلال مثل الصوامع لحمايتها من الآفات البشرية، مؤكدا أن مديرية الزراعة لها دوررقابي على الأسواق للتأكد من عدم بيع هذه الحبوب، وإذا تم ضبطها يتم تحرير محاضر فورية. وأوضح المهندس محمد بركات التركاوي، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية حاليا، أنه سيكثف الحملات الرقابية على محال بيع المبيدات، لافتا إلى أن إدارة الرقابة على المبيدات بمركز قويسنا تمكنت في حملة على الأسواق من ضبط 480 قرص حفظ غلال "كويكفوس"، ممنوع تداولها، وتحرر محضر بالواقعة وتم عرضه على النيابة العامة. 

أخصائي نفسي: الشباب يقبلون عليها لرخص ثمنها

وأكد محمد حازم أخصائي نفسي، أن بعض الشباب سمع عن "حبة الغلة"، وعلم أنها طريقة سهلة ورخيصة للتخلص من الحياة، وكثير من الشباب الصغير بين عمر 14 و 20 عامًا لم يعتاد على حل المشكلات التي تواجهه وبالتالي فيصاب بحالة اكتئاب ويقرر أن يتخلص من المشكلات التي تواجهه بأن ينتحر. ونصح الأخصائي النفسي محمد حازم، أولياء الأمور التي لديها أبناء في هذه المرحلة العمرية أن يتقربوا منهم، ويحاولون حل مشكلاتهم وإذا كان بعضهم بعيدا عن التدين، فليحاول ولي الأمر أن يجذبه مرة أخرى إلى طريق القيم والأخلاق، لافتا إلى أن ممارسة الرياضة عنصر أساسي في البعد عن الميول الانتحارية والإدمان.

هل نحتاج إلى تشريع لمنع استخدام حبة الغلة القاتلة؟

يقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، في تصريحه لـ «بوابة دار الهلال» إنه ليس من الضروري أن يُسن تشريع لمنع حبوب حفظ الغلال، حيث أنها ضرورية وفعالة لحفظ الغلال، وهي الطريقة الأسهل والأفضل لحفظ الغلال، كما أن منعها باعتبارها وسيلة انتحار ليس حلا، لتوافر وسائل أخرى مثل السكاكين على سبيل المثال، فهل نمنع استخدام السكين أيضا. ويضيف أبو صدام أنه من الأفضل أن يتم تشديد الرقابة على محال بيع المبيدات الزراعية ومنع تداولها بين المواطنين. 

 توصيات من قسم السموم بطب المنوفية لوقف الانتحار بـ «حبة الغلة»

في فبراير من العام الماضي أصدر قسـم الطـب الشرعـي و السمـوم بطب المنوفيـة نتائج اليوم العلمي لمؤتمر «الحبة القاتلة ما بين المخاطر و تحديات النجاة»، والذي خرج بالتوصيات الآتية:

1- ضرورة وضع ضوابط لتداول هذه الحبوب القاتلة فى محلات بيع المبيدات 2- تجريم تداول حبوب الغلة بين العامة 3- يتم صرف هذه الحبوب بتذكرة أو على البطاقة الزراعية وعدم صرفها لصغار السن 4- تصنيع عبوات غير قابلة للإستخدام الآدمى ويصعب بلعها 5- التعاون بين كليات الزراعة ومديريات الزراعة لمحاولة إيجاد بديل فعال وأقل سمية 6- زيادة الوعى والتثقيف الصحى بخطورة سمية الحبة وأنها بها ثلاثة أضعاف الجرعة المميتة وعند ملامستها الماء أو تعرضها للرطوبة تتحول إلى غاز الفوسفين الأكثر سمية ويسبب الوفاة السريعة وليس لها ترياق 7- تكثيف البحوث العلمية للجديد فى مجال التشخيص والعلاج ومحاولة اكتشاف ترياق أو مضاد للسم 8- تجهيز سيارات الإسعاف وتدريب المسعفين على كيفية التعامل مع المصاب فور الوصول إليه لتقليل السمية 9- مواصلة تدريب الطاقم الصحى بمنافذ الخدمة الصحية المختلفة على كيفية التعامل الإسعافات الأولية 10- الإهتمام بالجانب الدينى والاخلاقى والمجتمعى والنشاطات المختلفة وتعظيم دور الإرشاد النفسي للحد من محاولات الانتحار فى المدارس والجامعات.