حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من عودة شبكات تنظيم "داعش" الإرهابي وخلاياه النائمة لضرب الاستقرار وتخريب المجتمعات.
وقال أبو الغيط - خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش المنعقد في روما وزعتها الأمانة العامة للجامعة اليوم الاثنين - "إن الفترة الماضية شهدت إشاراتٍ مُقلقةً على عودة الشبكات الداعشية والخلايا النائمة لهذا التنظيم الإجرامي للعمل بآليات جديدة.. ليس من أجل السيطرة على الأرض والتحكم في السكان، ولكن بهدف ضرب الاستقرار وتخريب المجتمعات وتهديد حياة المدنيين واستهداف المصالح والأهداف الحيوية".
وأضاف: "لقد تابعنا هذا التصاعد الخطير في مناطق في سوريا والعراق التي شهدت تكثيفاً في العمليات الإرهابية خلال الأشهر الماضية، وأيضاً بدرجة أقل في مناطق أخرى".
وأوضح أبو الغيط "أنه وكما كان القضاء على سيطرة داعش على المدن والسكان مرهوناً بتضافر العمل الدولي المشترك في إطار التحالف الدولي، فإن اجتثاث التنظيمات الداعشية والخلايا النائمة يتوقف على قدرة أعضاء التحالف على مواصلة العمل الجماعي، خاصة على صعيد التنسيق العملياتي وتبادل المعلومات وتجفيف المنابع ودعم بناء القدرات الذاتية للقوات الأمنية المحلية التي تواجه داعش في الميدان.. وبحيث يتم سد أي فراغ أمني يُمكن أن يتسلل منه هذا التنظيم الإجرامي ليهدد المجتمعات من جديد".
وتابع قائلا "لقد خاضت عدة دول عربية معارك متواصلة عبر السنوات الماضية ضد تنظيم داعش.. وأؤكد هنا على أن الكثير من آليات العمل الجماعي العربي - مثل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب واتفاقية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب - يجري تركيزها منذ ظهور هذا التنظيم على هدف مواجهته، وبقية التنظيمات المتطرفة العابرة للحدود".
وأشار أبو الغيط إلى أن هذا التنظيم الخطير ملفوظ شعبياً بالكامل من المجتمعات العربية.. وأن فكره وممارساته مرفوضان من الأغلبية الساحقة من المسلمين، غير أن التجربة أثبتت أن قلة قليلة تعتنق هذا الفكر المنحرف باستطاعتها إحداث قدر كبير من التدمير والتخريب في أي مجتمع، لذلك فإن المعركة مع داعش/التنظيم/ لابد أن تسير جنباً مع جنب مع الحرب على داعش/الفكر/.
واعتبر أبو الغيط "أن نجاحنا في إلحاق هزيمة دائمة بهذا التنظيم البغيض يبقى مرهوناً في المقام الأول بقدرة الدول والمجتمعات على تبديل وتطوير الظروف الأمنية والسياسية.. وأيضاً العوامل الفكرية والثقافية والدينية التي تُمكِّن العناصر الداعشية من تجنيد شبابٍ جُدد يُصبحون مكامن تهديد داخلية للمجتمعات".
وقال: "لا شك أن تسوية النزاعات المشتعلة والأزمات المستحكمة في بعض مناطق العالم العربي سيكون من شأنها سد ثغرات كثيرة تستغلها داعش في النفاذ والتمدد.. وكلما سارعنا بهذه التسويات السياسية كلما قلصنا من فرص التنظيم في الحصول على ملاذاتٍ آمنة أو أرض خصبة للتجنيد".
وأكد أبو الغيط أن وحدة العمل الدولي وحسن تنسيقه هي كلمة السر في القضاء على داعش.. وكلما تعززت هذه الوحدة، كلما تراجعت فرص تنظيم داعش في النمو ومباشرة تهديداته العابرة للحدود.