الإثنين 20 مايو 2024

للسودانيين بالإسكندرية.. «حبابك» مشروع فني لإحياء التراث والفلكلور

مشروع حبابك بالاسكندرية

محافظات28-6-2021 | 17:49

جميلة حسن

لطالما كان التراث والفلكلور همزة وصل بين الماضي والحاضر ووسيلة لنقل المعرفة والثقافة من جيل إلى جيل، وهو ما يدفع المهتمين به لإقامة مشاريع من شأنها إحياءه والحفاظ عليه من الإندثار، ومشروع "حبابك" واحد من هذه المشاريع الفنية التي تهدف للحفاظ على التراث والفلكلور، والمميز فيه أنه موجه للسودانيين المقيمين بالإسكندرية.

تروي خلود عيسى مديرة مشروع حبابك حكايته لـ"دار الهلال"، مبينة أنها أسست مشروع حبابك في أواخر عام 2019، وتصفه بأنه مشروع فني تنموي يعمل على دمج الفنون بالمهارات الحياتية وإحياء التراث والفلكلور وتقديمه في صورة معاصرة، وتعريف الجمهور بثقافات مختلفة من موسيقى ولهجات وأدب وعادات، والحفاظ على التراث والفلكلور من الاندثار.

وأشارت إلى أنه يتم تنظيم فعاليات فنية وثقافية، تشمل عروض مسرحية وموسيقية وغنائية، وورش عمل تدريبية في التمثيل والحكي والغناء والعزف وصناعة الآلات الموسيقية وإنتاج الفنون البصرية. وتوضح أن الفكرة خطرت لها في عام 2015 حين عملت مع النازحين السوريين في مشاريع فنية تنموية من خلال برامج تابعة لمنظمة اليونيسيف، كما عملت مع نازحين من العراق وفلسطين في مؤسسة كير بالأردن، وفي ذلك الوقت لاحظت أن السودانيين المقيمين بالإسكندرية هم أقل فئة تتلقى دعم في الثقافة والفنون، على الرغم من أن لديهم الكثير من الموروثات الثقافية والفنية، ومن هنا عملت على تنمية معرفتها بالثقافية السودانية.

وتضيف: "كنت أعمل في الفنون الأدائية منذ عام 2005، واتجهت إلى الفنون المعاصرة ومسرح الشارع منذ عام 2010، وقدمت مع مؤسسة المدينة حوالي 38 عرض لمسرح الشارع في الإسكندرية والقاهرة والصعيد ومدن القنال، ثم سافرت إلى تونس بعد حصلت على منحة لدراسة المسرح والرقص المعاصر من المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية خلال عامي 2013 و2014". كما شاركت كمدربة مع عدة مؤسسات في مصر والمغرب والأردن، وحصلت على ورشة تدريبية في الإدارة الثقافية بلبنان، ومنذ عام 2012 حتى الآن أخرجت العديد من العروض المسرحية التي تجمع بين الحكي والرقص المعاصر.

وعن اختيارها لاسم "حبابك" لمشروعها، تبين "خلود" أن كلمة "حبابك" تعني مرحبًا بك باللهجة السودانية، وتستخدم أيضًا في النوبة، لافتة إلى أنها أنشأت فرقتين للموسيقى والمسرح، ثم أصبح المشروع يضم جنسيات وثقافات مختلفة، وهم مصر والسودان، واليمن مؤخرًا.

وتتابع: "رغم الصعوبات التي واجهناها في البداية، أهمها قلة التمويل، إلا أن ردود الأفعال الإيجابية من الجمهور كانت خير داعم لنا، حيث تلقينا ردود أفعال إيجابية وإشادات كثيرة، وبالأخص في الفعالية التي أقمناها مؤخرًا لتعليم صناعة آلة (الطنبور)، وهي واحدة من أقدم الآلات الوترية الخماسية في النوبة، وتطورت بعد ذلك وأصبحت (السمسمية)، والآن يقوم بتصنيعها ثلاثة أشخاص فقط في مصر".

وعن خططها المستقبلية لمشروع "حبابك"، تتمنى أن يستمر المشروع، مع إقامة المزيد من الفعاليات الثقافية والفنية والورش المختلفة، وجذب الجمهور من مختلف الفئات العمرية، وأيضًا توجيه الورش التدريبية إلى المجتمعات المهمشة، وتخطط لإنشاء مدرسة مستقبلًا لتعليم صناعة الآلات الموسيقية، وتأمل أن يعود مسرح الشارع لأنه الأكثر قربًا من الجمهور.