الأحد 23 يونيو 2024

جمهورية جديدة من رحم وطن عريق !

مقالات29-6-2021 | 11:21

تدشن مصر جمهوريتها الجديدة التي تركز على أعمدة الهوية المصرية السبعة التي تشكل الحضارات والثقافات المتعددة، التي أثرت في تكوين الدولة المصرية عبر مختلف العصور والأزمنة؛ لتشكل اليوم هوية مصرية معقدة التركيب ما يصعب تفكيكها أو اختراق جدرانها المحصنة بالوطنية والمواطنة التي تشكل مظلة الدولة العليا التي يستظل تحتها الجميع بلا استثناء أو تمييز.

الجمهورية الجديدة لا تعني بأي شكل من الأشكال التخلي عن الماضي بإرثه الحضاري ومكتسباته التي حققت لمصر مجدها وعظمتها، ولكنها تعني بالتأكيد التخلص من التخلف والمرض والجهل والعشوائيات والمناطق الخطرة وغيرها من الآفات التي تورثتها مصر عبر العقود الماضية وعملت القيادة السياسية عبر السنوات السبع الماضية بكل جد؛ للتخلص من هذا الإرث المعرقل لانتقال مصر إلي مصاف الدول الصاعدة، وهو التصنيف الذي يسبق الدول المتقدمة، هو حق مشروع لشعب ثار في 30 يونيو في وجه الرجعية ورفض العودة إلى عصور الظلام سعيًا للتقدم والازدهار.

الجمهورية الجديدة هي امتداد لما صنعه الآباء والأجداد من مجد نشيد عليه مجدا جديدا اليوم، ومن ثم هو اتصال لا انفصال عن الماضي، لهذا وجدنا الدولة المصرية تعمل على تطوير العواصم والمدن القديمة كيفما تنشأ المدن والعاصمة الجديدة، بل تحيي العراقة وتبرز التاريخ وتبلور الحضارات التي شكلت الهوية المصرية سواء عبر الاهتمام بمشروعات الآثار والمتاحف وتطوير الأحياء التاريخية أو حتى عبر نقل الطرازات المعمارية المختلقة بالمدن المصرية القديمة إلى المدن الجديدة، ما يؤكد اعتزاز الجمهورية الجديدة بالمكون المصري والبناء عليه.

جمهورية جديدة من رحم وطن عريق تمتد أواصر عظمته إلى مهد الدنيا وسيبقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذه هي إرادة المولي الذي سخر لها خير أجناد الأرض لحماية تلك الأرض المباركة التي تشهد اليوم نقلة نوعية علي مختلف الأصعدة تضع مصر في مصاف الكبار، بعد أن أصبحت هي اللاعب الإقليمي الأهم، فمصر الجمهورية الجديدة لم يقتصر نجاحها على الداخل بل هي جمهورية ستغير شكل الإقليم وتبدل الخراب بالعمار وتسكت البنادق وتدفع بالعمل والبناء وترسخ للسلم والأمن الإقليمي.

بين الجمهورية الأولي الذي أعلنها الرئيس الأول لمصر محمد نجيب، والجمهورية الجديدة التي نقف على أعتابها ويفتح لنا أبوابها الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ أحلام مؤجلة للشعب المصري العظيم، هي الآن في طريقها لتتحقق بعد أن أصبح للوطن قائدا جسورا يخوض المعارك على مختلف الجبهات ليقهر التحديات ويهزم المستحيل بالعمل والكفاح من أجل أن تحيا مصر وتحيا جمهوريتها الجديدة.