يقع الدير الأحمر غرب سوهاج بحوالي 12 كيلومترا تقريبًا في منطقة جبلية، وعلى بعد حوالى 4 كيلو متر شمال غرب دير "الأنبا شنودة" رئيس المتوحدين، يقع في منطقة "أدريبا" الفرعونية القديمة، والتي تُعرف حاليًا باسم الجبل الغربي بسوهاج، ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي أي نحو عام 350 ميلاديًا، هو دير الأنبا بيشاي ، ويطلق عليه أيضًا الدير الأحمر .

سُميّ الدير على اسم القديس العظيم "الأنبا بيشاي"، وهذا القديس كان قد وُلد بقرية "باصونة بأخميم"، و للأنبا "بيشاي" تعاليمه ونسكياته بالمخطوطة رقم 447 بالمتحف القبطي بالقاهرة، وله أيضًا مخطوطة رقم 438/50 -نسكيات الأنبا بيشاي"- بالدار البطريركية بالقاهرة، وأطلق عليه اسم الدير الأحمر لأنه استخدم في تشييده الطوب الأحمر كمادة أساسية، كما استخدم حجر الجير الأبيض وبعض الأعمدة من الجرانيت الوردى والأسود .

  ويشهد الدير الأحمر على حضارة المصري القديم، وعلى سبيل المثال الشكل الخارجي على شكل مستطيل، وهو الشكل الذي تميزت به مساقط المعابد المصرية القديمة، أيضًا السور الخارجي يميل إلى أعلى، ونحت أعتاب المداخل الخارجية مستوحاة من المعابد المصرية، كما تظهر عظمة الفن القبطي في الأيقونات الأثرية الموجودة في الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة في البحر، و توجد أيضًا صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السري من القرن الثامن عشر الميلادي، وأيقونات أثرية أخرى رائعة .

ويستعمل الهيكل الأثري في الوقت الحالي ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكية، و توجد بجوار قباب الدير مغارتان، و يوجد بالجناح الشرقي للهيكل الأثري تاج الأعمدة القبطي على شكل ورق العنب، مع وجه نسر في كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، ويوجد بالجناح الشمالي عمودان كبيران في الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطي، ووُجد بالجناح الجنوبي 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد في منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل .

 و يشهد الدير حاليًا تطورات كبيرة، فقد تم بناء سور حول الدير على مساحة كبيرة جدًا، توجد أيضًا استراحات للزوار تم تطويرها وتتكون من أربعة أدوار، ويضم الدير مزارع نباتية وحيوانية وقاعة اجتماعات وورشة بلاط وصيدلية ومكتبة، وتم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيهًا من هيئة اليونيسكو لتطوير الدير وجعله مزارًا سياحيًا عالميًا، وقد بدأ العمل فيه منذ عامين تقريبًا من خلال بعثة إيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير .