الخميس 27 يونيو 2024

«الثلاثاء بعد العصر» رواية لـ نهلة أبو العز تناقش تأثير المجتمع على حياة الإنسان

رواية الثلاثاء بعد العصر لنهلة أبو العز

ثقافة29-6-2021 | 18:06

همت مصطفى

صدر حديثًا عن دار دريم بن، رواية "الثلاثاء بعد العصر" للكاتبة نهلة أبوالعز، والتي تدور أحداثها في إطار زمني عمره ساعتين فقط، حيث تعالج الرواية قضية المجتمع ونظرته التي قد تجعل حياة انسان تأخذ منحي مختلف، وتقدم الرواية بعدد صفحاتها  108 صفحة.

وتعد  رواية "الثلاثاء بعد العصر" أول تجربة في فن الرواية للكاتبة حيث سبق ونشرت مجموعات قصصية بعناوين: "ايام ما كنا لبعضنا" وصدرت عن  دار روافد، و"ضوء من هناك" وصدرت عن الهيئة العامة للكاتب، ومجموعة إلكترونية بعنوان "وتستمر الحكاية".

 وتقول نهلة أبو العز في روايتها الأولى "الثلاثاء بعد العصر": "كان خالي يقف بيني وبين الموت، كلّما فكرتُ في الانتحار أجده وكأنه يطّلع على ما بصدرى، ورغم أنه وسيما بمقاييس الجمال الساذجة والتي تحدد الوسامة بلون البشرة الفاتح وغيرها من المواصفات الشكلية، التي لا تصمد طويلا أمام الزمن، إلا أن صوته كان يفيض بالرجولة والحنان، صوت به شجن وكأنه رجل أختبر كل ما في الحياة من مشاكل وتغلب عليها كان يتعمد الطرق على الباب بشكل متميزا.. دقة خفيفية ثم ثلاث تتبعها، حتى أفتح له، فيتهلل وجهه المشرق: نوني حبيبتي تعالي شوفي جايب لك إيه. 

هذه النوني وهي تدليل لأسمي كانت ترطب الجفاف الذي خَلفته قسوة أمي بحلقي وتعيد لي ابتسامة فائقة الصفاء، أهيئ له مكانه المفضل بجوار الهاتف الأرضي وأجلس في المقعد المقابل له.
كان يأتى عندنا ومعه دائما كتبا جديدة، وأحيانا ما كان يطلب مني أن أقرأها له بصوتٍ عال، كان يشبه أمي في بياض الوجه والطول وقوة البنيان.. تلك التي كانت تشعرني أنّ لي في هذا العالم القاسى سندا، خاصة وإنني في كثير من الأحيان أتخيل أنه أمي، لذا كنت أفضفض له بكل ما يرهق روحي. في إحدى المرات سألته: لماذا لم تتزوج؟ 

قال وهو يسحب نفس طويل من سيجارته، لم أجد بنت مثلك لاتزوجها.

احمر وجهي وشعرت بقلبي يرقص، كنت أعتقد أن خالي لا يعرف ظروفي، ولكنه وهو على فراش الموت أخبرني أنه يعرف مشكلتي، التي كانت تتعمد أمي إخفاءها عن الجميع، وحذّرني من السكن في بيت هذه النقيصة التي لا ذنب لي فيها، بعدها قبّل يدى وطلب مني ألّا أبكي عليه، وأن أحتفظ بصورة كانت له مع محمد فوزي.. التقطها أثناء مرور فوزي في شوارع وسط البلد ذاهبا إلى شركته مصرفون، التي أممها عبدالناصر، فإنتزع محبته القديمة من قلبه لانه خذل مطربه المفضل، بل مطربه المبدع كما كان يقول في شغف، هكذا كان خالي الذي عاش حياته يتنقل بين المسارح والسينمات ودار الأوبرا يتذوق الفن وينتشي به