الجمعة 17 مايو 2024

مصر فجر الإنسانية

مقالات29-6-2021 | 19:20

منذ آلاف السنين، تجمع البشر حول أحواض المياه العذبة، حيث مقومات الحياة للإنسان والحيوان والنبات.

ويعتبر بعض مؤرخى الآثار المصرية بدايات الاستقرار للمصريين بثلاثة عشر ألف سنة، حينما وجدوا أدوات بدائية الصنع تساعدهم فى الزراعة والصيد والبناء والدفاع عن النفس من أخطار الحيوانات المفترسة وأشخاص يشكلون خطراً على استقرار هم.

وأغلب الباحثين يعزو بدايات ما يسمى بالدولة ذات الملامح الرئيسية من تنظيم وبناء آليات لتنظيم الحياة بين البشر والتواصل والتعاون بينهم، فهجر الكهوف والسكنى على الجبال وبنى بيوتًا فى الوادى وقرب مجرى النهر، وبدأ يطور من أدواته ولغته، واستعان برسومات من الطبيعة حوله والطيور والحيوانات الأليفة والبرية، وهو ما جعله متقدما كثيراً عن باقى الحضارات فى إيجاد لغة منطوقة ومكتوبة، أصبح يدون تاريخه ومعتقداته.

ولما كانت الجهة الغربية من النهر أرض صحراوية   جافة، فقد أقام فيها، وبنى معابده عليها وبدأ يدون معتقداته بالخط الهيروغلي.

 

وبمرور السنوات تطورت العلاقات بينهم ليبدأ أول مجتمع منظم له رئيس وعلامات ورموز مميزة وحدود وعلاقات مع الجيران. ولو لم يكن هناك علاقات إنسانية منتظمة يسودها النظام والعدالة فلن يتم التطور فى جميع المجالات "فن، فكر، هندسة" وذاع صيتها أصبحت مأوى لكل من يريد حياة أفضل .

 

وعُرفت مصر كما سماها أهلها "دشرت" أى الأرض الحمراء، لكثرة وكبر صحرائها واسم (تاوى) أى الأرضين، دلاله على منطقة مصر العليا "الصعيد" ومصر السفلى "الدلتا" .

وأكثر اسم شائع عن مصر هو (كيمت) أي الأرض الخصبة القوية، والتى أصبحت مع مرور السنوات ( قبط) ثم (إيجبت) ومنه (إيجيبت). أما كلمة مصر أصلها (مشر) أى المحصن أو المكون .وفى العربية من (أمصار) مصر أو  (قطر).

 

كان لزاما للمصريين أن تزداد قوتهم للحفاظ على بلادهم من الغزاة الشماليين والجنوبيين، فكان اتحادهم فى البداية كدولتين واحدة فى الصعيد والثانية فى الشمال، وكان لكل منها ملك ورمز وتاج مختلف، إلى أن قام الملك مينا أو نعرمر بتوحيد القطرين فى دولة واحدة  وتاج مزدوج واحد لتبدأ عصور الازدهار ويصبح من السهل التعرف على تاريخهم ومعتقداتهم وأفكارهم وتطورها على مدى العصور .