السبت 1 يونيو 2024

شخصيات من المسرح... إسخيلوس أحد مؤسسي التراجيديا في الأدب اليوناني

الكاتب المسرحي إسخيلوس

ثقافة30-6-2021 | 21:32

همت مصطفى

يزخر التاريخ الثقافي والفني المصري والعربي والعالمي بشخصيات كثيرة لاحصر لها يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في رحلة أبو الفنون (المسرح)، وأضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح في كل وقت وحين، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت، وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا للمسرح.

وتلقي  بوابة "دار الهلال" الضوء على أحد هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح، ونقدم بعضًا من إرثه الفني في الحركة المسرحية برحلة الإنسان

"إسخيلوس".. أبو فن المأساة

يعد إيسخيلوس الكاتب المسرحي من أهم كتاب التراجيديا الإغريق " إسخيلوس" وقد عاش في الفترة(525- 452 ق.م).

وهو كاتب مسرحي يوناني ويعد من مؤسسي الاتجاه التراجيدي في الأدب اليوناني، ويُعَدُّ أسخيلوس أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها من الجانب الفني، ويعد إسخيلوس من واحد من أقدم ثلاث كتاب مسرح يونانيين وهم سوفوكليس و يوريپيدس.

و قدم (إسخيلوس) العديد من المسرحيات التي قدمت ومثلت التاريخ اليوناني، وتُقدّر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين مسرحية، غير أنه لم يصل لنا من أعماله سوى سبع مسرحيات وهي: و«الضارعات» وتترجم أيضًا باسم"الصافحات" (463 ق.م.)، «الفُرس» (472 ق.م.)، و«سبعة ضد طيبة» (467 ق.م.)، «پرومثيوس مغلولًا» (465 ق.م.)، و«أجاممنون»، و«حاملات القرابين» (458 ق.م.) و«ربات الغضب» (458 ق.م).

ألف "إيسخيلوس" أول مسرحياته وهو في الخامسة والعشرين عام500 – 499 قبل الميلاد، ولكنه لم يفز بالجائزة الأولى عن التأليف للدراما حينذاك في ذلك المجال إلا عام 484 قبل الميلاد وفاز بها ثلاثة عشرة مرة كان آخرها عن ثلاثية الأوريست (أجامنون –حاملات القرابين – الصافحات)، وفاز بالجائزة عن مسرحية الفرس عام (472 ق.م) وثلاثية طيبة (467 ق.م.) التي عرف عنها أنها كانت من أبرز أعمال أسخيلوس.

الجدير بالذكر أن هناك إجماع من العديد من المسرحيين منذ نشأة فن المسرح وتطوره ورحلته أن "إسخيلوس" هو أبو فن المأساة حيث كان له فضل في وضع مفاهيم أسس المأساة من الاتجاه الفني .

وكان المسرح اليوناني قبل إسخيلوس يعتمد على ممثل واحد يقوم بالأدوار المختلفة وهما دوريْ الإله والبطل وذلك بأن يصبغ الممثل وجهه بالمساحيق والألوان ويحدث بعض التغييرات في ملابسه، فأقدم إسخيلوس على إضافة ممثل ثان: وأدخل تعديلًا على دور الجوقة (الكورس)، مما ساعد على إبراز الصراع الذي تقوم عليه فكرة المسرحية اليونانية.

وكانت التراجيديا قبل إسخيلوس ليست إلا نوعًا من الغناء القصصي تقوم به الجوقة أو الممثل الذي أضافه (ثيسبس)، لكن إسخيلوس لم يكتف بهذا الغناء بل أضاف إليه شيئًا من الحركة وشيئاً من الحوار.

ويرجع الفضل إلى إيسخيلوس أنه حدد الأوضاع الفنية للمسرحية وقوانينها وشروطها التي أصبحت كالدستور لمن جاء من بعده.

اهتم إسخيلوس بالملابس والأزياء المسرحية واعتنى بضرورة ملائمتها لطبيعة القصة المقدمة بالمسرحية واهتم بصقل الأقنعة وإتقان صنعها لتعبر تعبيرًا مناسبًا مع الإنفعالات التي يعيشها البطل، واهتم إسخيلوس بالإخراج والمشاهد وحث الممثلين على إجادة أدوارهم وبذل الجهد لإشعار المتفرجين بأنهم يرون شيئًا حقيقيًا وليس مجرد تمثيل.