يبدو أن مستقبل السفارة الأمريكية فى كابول أصبح موضع شك مرة أخرى، بعد مغادرة آخر القوات الأمريكية قاعدة باجرام الجوية، حيث كان هناك المجمع مترامى الأطراف الذى كان مركز الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان على مدار العقدين الماضيين.
ووفقا لصحيفة " بوليتكو" الأمريكية فإنه بموجب معايير "خطة العمل الطارئة" للسفارة، يواجه الدبلوماسيون الأمريكيون بالفعل وضعًا مؤلمًا من المحتمل أن يتفاقم مع مواجهة طالبان التى تشتد شوكتها من جديد أمام حكومة أفغانية ضعيفة.
وبحسب ما ورد تتوقع بعض تقديرات المخابرات الأمريكية أن الحكومة فى كابول قد تسقط فى أقل من ستة أشهر بعد الانسحاب الأمريكى، والذى قد ينتهى فى أيام. فى زيارة إلى واشنطن الشهر الماضى، قال الرئيس الأفغانى أشرف غنى أن بلاده تواجه "لحظة 1861"، فى إشارة إلى فجر الحرب الأهلية الأمريكية.
حذر الجنرال أوستن ميللر، قائد المهمة التى تقودها الولايات المتحدة فى أفغانستان، فى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء، "من المؤكد أن الحرب الأهلية هى طريق يمكن تصوره إذا استمرت (البلاد) على المسار الذى تسير فيه. يجب أن يكون هذا مصدر قلق للعالم."
واعتبرت الصحيفة أن هذه المرة، تعد المدة التى تحتفظ فيها الولايات المتحدة بدبلوماسييها فى أفغانستان مسألة أكثر تعقيدًا مما كانت عليه فى الماضي.
قبل ثلاثة عقود، فقد الأمريكيون اهتمامهم بأفغانستان بمجرد خروج الجيش السوفييتى المحتل، ودفعه جزئيًا الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة. الآن، هناك اعتراف بأن أمريكا لا يمكن أن تتجاهل دولة أدت الفوضى التى حدثت بداخلها فى التسعينيات إلى مخططى هجمات 11 سبتمبر 2001 وحيث فقد أكثر من 2000 جندى أمريكى حياتهم فى 20 عامًا منذ ذلك الحين.