الأحد 5 مايو 2024

خبراء عن «3 يوليو» البحرية: قفزة نوعية في تعزيز القدرة العسكرية وحماية الأمن القومي

الرئيس السيسي أثناء افتتاح قاعدة 3 يوليو

تحقيقات3-7-2021 | 15:57

أماني محمد

صرح جديد أضيف للقوات المسلحة المصرية عامة وللقوات البحرية خاصة، هو قاعدة 3 يوليو البحرية في منطقة جرجوب، والتي تمثل قفزة نوعية لتعزيز القدرة العسكرية للقوات البحرية، حسبما وصفها خبراء عسكريون، موضحين أن تلك القاعدة تكمل حلقة حماية الأمن القومي المصري وتأمين الاتجاه الشمالي الغربي ومقدرات البلاد الاقتصادية في هذا الاتجاه في ظل تزايد التهديدات والتحديات هناك.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شهد افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية اليوم بحضور عدد من القادة وضيوف مصر ومنهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، ومحمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي.

وتعد قاعدة (3 يوليو) البحرية، بمثابة أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط، وتختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.

حماية الاتجاه الشمالي الغربي

وفي هذا السياق، قال اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن قاعدة 3 يوليو البحرية تأتي في إطار التخطيط الاستراتيجي طويلا لأمد الذي تنفذه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مجالات الأمن القومي وخاصة المجال العسكري، مضيفا أن تطوير وتعزيز قدرات القوات المسلحة يعمل على حماية الأمن القومي المصري وتأمين التنمية الاقتصادية المصرية.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن التهديدات التي تحيط بمصر كان مصدرها الاتجاه الشمالي الشرقي، لكن اليوم بعد 30 يونيو 2013 وترسيم الحدود بين مصر واليونان لاستخدام الإمكانيات والموارد الطبيعية في البحر المتوسط وبدأت الأطماع تزداد في تلك المنطقة وأصبح الاتجاه البحري الشمالي يشهد تهديدات عديدة.

وأكد الغباري أن هذه التهديدات تطلب إعادة تمركزات القوات البحرية لتأمين الساحل الشمالي الذي كان فارغا فكان به قاعدة الإسكندرية التي تشهد أعلى التمركزات وكانت قاعدتي بورسعيد ومطروح بها تمركزات محدودة، مضيفا أن القواعد العسكرية الآن يعاد توزيعها بعد رفع القدرات وإضافة قطع ووحدات بحرية جديدة وأصبح لدى مصر أسطولي شمالي وجنوبي و4 فرقاطات بحرية وغواصات متعددة.

وأشار إلى أن إنشاء قاعدة جديدة في الساحل الشمالي في منطقة جرجوب مهم لأنه يزيد من تأمين الساحل الشمالي الغربي لأن أكبر قوة قريبة من السلوم كانت الإسكندرية وبينهما ما يزيد عن 500 كيلومتر، أما بين السلوم ومطروح نحو 250 كيلومتر، لذلك كان يجب إيجاد قاعدة عسكرية في تلك المنطقة لتمكين الوحدات من عمل مهامها وتتمركز في هذه المنطقة في جرجوب والتي هي نقطة متوسطة بين مطروح والسلوم.

ولفت إلى أن هذا يكمل حلقة الدفاع المصري عن مصالحها ومواجهة التهديدات التي يمكن أن تأتي من هذا الاتجاه الشمالي الغربي، مضيفا أن الرئيس السيسي افتتح القاعدة اليوم بعد إضافة 47 قطعة بحرية جديدة لم تكن موجودة في الخدمة هذه تم توفيرها بالشراء والتصنيع المشترك وبعد تجهيز القاعدة وافتتاحها دخلت الخدمة.

وقال إن القاعدة 3 يوليو على مستوى عالي من التجهيز وفقا لأكواد القوات البحرية العالمية، حيث أنها يمكن أن تستوعب أضعاف العدد الموجود بها وكذلك يمكنها استيعاب قوات للعمل بها أو للتدريب المشترك بينها وبين الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة أو القوات الأجنبية، حيث أنها تضم نحو 47 منشأ وهذه القوات تتحمل عددا كبيرا من الأفراد وبها مباني من بينها فندق به 117 جناح هذا سيكون للزيارات والتدريب المشترك.

وعن بقية محتويات القاعدة، وصفها بأنها أرض تصلح للتدريب والعمل والمناورات بعد أن كانت تجرى في منطقة الحمام فقط، فالآن أصبح لدينا منطقة تدريب أخرى مما يزيد من القدرات البحرية والقدرة على تحقيق الأمن القومي المصري من الاتجاه الشمالي الذي كان مهددا.

معلومات عن قاعدة 3 يوليو

وتقع القاعدة على امتداد ساحل البحر المتوسط على مساحة تزيد عن 10 ملايين متر مربع، وتتميز بموقع جغرافي فريد يحقق المزيد من القدرات الإضافية؛ حيث تعد نقطة انطلاق هي الأكثر قرباً لمواجهة أى مخاطر محتملة من اتجاه البحر المتوسط، وموقع جغرافي فريد يتوافق مع كود القواعد البحرية العالمية.

 

وتشتمل قاعدة 3 يوليو البحرية على 74 منشأة عسكرية، بالإضافة إلى مهبط طائرات ملحق به قاعة لاستقبال كبار الزوار، وعدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات، وآخر للتدريبات المشتركة، فضلا عن رصيف حربي بطول 1000 متر وعمق 14 مترا، وعدد من الأرصفة التجارية بطول 2200 متر، وعمق 17 مترا، وبرج لمراقبة الميناء بارتفاع 29 مترا وحاجزين للأمواج بطول 3650 مترا .

 

كما تحتوي القاعدة البحرية عدد من العمارات السكنية وميز (مطعم) للضباط و5 مباني للإعاشة وفندق بمساحة 6300 متر مربع، وقاعة مؤتمرات تتسع لعدد 700 زائر، ومجمع للأنشطة الرياضية يضم (صالة رياضية مغطاة - صالتى إسكواش - صالة جيم - حمام سباحة أوليمبى )، ومسرحا مكشوفا يسع 600 فرد، ومبنى خدمات ونقطة طبية مجهزة ومسجدا بمساحة 1100 متر، بالإضافة إلى بوابات بموانع قوية لحماية القاعدة، كما احتوت القاعدة على أسوار مزودة بكاميرات مراقبة تليفزيونية، وذلك لتكتمل منظومة التطوير بالقوات البحرية المصرية التى شهدت تطوراً كبيراً ونقلة إستراتيجية فريدة خلال السنوات الماضية من خلال امتلاكها لأكثر من قاعدة وأسطول وقطع بحرية ذات مستوى قتالى عالى .

 

قفزة نوعية في تعزيز القوات البحرية

وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن قاعدة 3 يوليو البحرية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في منطقة جرجوب بمطروح، هي قاعدة بحرية جوية وتمثل قفزة نوعية في تعزيز القدرة العسكرية للقوات البحرية، مضيفًا أنه تأتي أهمية هذه القاعدة من حيث الزمان والمكان، حيث أنها تقع في أقرب نقطة إلى حدود ليبيا.

 

وعن أهمية افتتاح القاعدة 3 يوليو، أوضح الشهاوي في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا يتزامن مع التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري لتأمين كل الاتجاهات، مضيفا أن هذه القاعدة تأتي في ظل الاهتمام الذي يوليه السيسي بتعزيز قدرات الجيش المصري وافتتاحه قاعدة محمد نجيب العسكرية في مطروح في يوليو 2017، وكذلك افتتاح قاعدة برنيس على البحر الأحمر في يناير 2020.

 

وحول دلالة الاسم 3 يوليو، أكد أن اسم القاعدة يأتي توثيقًا وتزامنًا مع ذكرى 3 يوليو 2013 الذي استطاعت مصر فيه أن تقضي على جماعة الإخوان الإرهابية ويعود الوطن إلى مساره الطبيعي ويحبط عملية تفتيت الدول وتدمير الجيوش التي كانت تواجه مصر في ذلك الحين وغيرها من المخططات التي ثار ضدها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو.

 

وأوضح أن القاعدة البحرية تتكون من 47 قطعة بحرية بالإضافة إلى ميادين تدريب تكتيكي وميادين للرماية النمطية وغير النمطية وأماكن للإيواء ومركز للقيادة والإيواء والسيطرة على كل تلك الأسلحة وكذلك مركز لتنفيذ التدريبات المشتركة، ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات وعددا من الأرصفة التجارية ورصيف حربي وبرج مراقبة.