"وهم الحب" الكنز الذي تخبئه أدراج لينين الرملي ولم يخرج للنور بعد، إن عبقرية الكاتب لينين الرملي هي تقديم كوميديا تجعلنا نضحك ملء قلوبنا ونحن نفكر في نفس الوقت.
ومن حسن حظنا أن لينين الرملي قبل أن يتوقف عن الكتابة انتهى من مسلسل بعنوان "وهم الحب" نتمنى أن المنتجون الذين يعانون من ندرة الورق أن ينتجوه، إنه يحمل فكرة جديدة تماما عبّر عنها لينين الرملي نفسه عندما افتتح كل حلقة من حلقاته الـ30، وكان ينوي أن يقولها بصوته في بداية كل حلقة: "هذا العمل لا يوجد به أحداث عنف أو قتل أو تفجيرات، لا عصابات ولا وقائع تجسس لا مناظر لا حارات عشوائية أو قصور بحمامات سباحة، الموضوع لا يتناول قضايا بوليسية أو سياسية أو إسقاطات رمزية لا خلافات في المحاكم لا زواج أو طلاق أو وفاة لا راقصات لاشباب مدمن مخدرات أو رجال أعمال لصوص لا يوجد به أبطال ولا أشرار لا يوجد هنا إلا الحب الذي نحاول أن نكتشف غموضه وروعته وعذابه".
إن الانتاج المصري في أشد الحاجة لهذا المسلسل وإلى كوميديا لينين الرملي الذي من بين يدي دراماه نخرج أكثر نظافة ونقاء وأكثر حبا واحتراما للآخريين، فكوميديا لينين الرملي تهذب أرواحنا وإعوجاج نفوسنا وتزيل القبح في أعماقنا فينتعش الجمال الذي فطرنا الله عليه، كوميديا راقية رفيعة لاتعرف الإسفاف ولا الرخص تجعلنا نفكر ونحن نضحك لتضعنا أمام ضمائرنا، وذلك لأن الكاتب من الأساس ليس منفصلًا عن تلك القيم لم يهادن أبدًا ولم يغير مواقفه وأفكاره وكان منحازا للمسرح وللناس ولبلده مصر فقط.
لذلك حصل علي كل المصداقية في أعماله ولم يهتم للترويج لنفسه، فحواراته المسرحية والفنية يحفظها الجميع عن ظهر قلب، ونحن في أشد الحاجة لقراءة لينين الرملي واستعادته وإنتاج نصوصه وأعماله التي لم تنتج بعد وبالتأكيد عنده الكثير من كتاباته التي لا تزال حبيسة الأدراج.
لينين الرملي أعظم مسرح فكر وفن وابتسامة مبدع ومفكر أمتعنا طويلًا فكريًا ومعنويًا، لينين يستحق شعارًا باسمه ومسرحًا وقاعة عرض ومدرجا بالأكاديمية يليق به، ويستحق أكثر من مجرد تكريم شكلي، ولكن في مصر نتأخر في تقدير المبدعين العظماء إنسانيا وفنيا، بل إننا لا نجيد التعامل مع العظماء الحقيقين ونعظم الذين يصنعون لنفسهم هالة مزيفة غير حقيقية، إن اسم صاحب عمل مسلسل "وهم الحب" يكفيه ليتم إنتاجه إنه لينين الرملي الذي كتب مذكراته في سن "الإعدادية" بشكل يومي متواصل وفيها كواليس كل شيء عن حياته وعلاقته بكثير من الأشخاص، وكتب أول جملة فيها وهو في هذا السن ثانية إعدادي: "لقد قررت أن أكون كاتبا مسرحيا"، إنه صاحب أعمال "سك علي بناتك "وهند والدكتور نعمان والهمجي ووجهة نظر واهلا يابكوات، وغيرها من الكثير من الأعمال التي أثرت في الشعب المصري علي مدار سنوات فلا أقل من أن ينتج مسلسله وهم الحب الذي يعد كنزا من كوميديا لينين الرملي.