حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم السبت من احتمال عجزها عن دفع رواتب موظفيها في أغسطس المقبل وتأثر الدعم المقدم لقطاع غزة.
وقال الناطق باسم أونروا سامي مشعشع للصحفيين في رام الله إن "الوكالة تواجه أزمة سيولة نقدية حادة في أغسطس المقبل، وقد تعكس نفسها على قدرتها الإيفاء بالتزاماتها الأساسية للاجئين، ودفع رواتب 30 ألف موظف يعملون لديها".
وأشار مشعشع إلى النداء الخاص الذي أطلقه المفوض العام للوكالة بشأن توفير مبلغ 164 مليون دولار لتغطية مصاريف الوكالة ومواجهة تداعيات جولة التصعيد العسكري الأخيرة في قطاع غزة في مايو الماضي.
وأفاد مشعشع، بأن أونروا بدأت عملية توزيع مساعدات نقدية للذين فقدوا منازلهم، ومساعدات بدل إيجار للذين يضطرون إلى اللجوء لشقق سكنية لحين إعادة بناء منازلهم في القطاع.
وأضاف أن "القسم الأكبر من المبلغ المطلوب لإعادة بناء المنازل التي دمرت بشكل كامل ومئات المنازل الأخرى تضررت بشكل كبير وبحاجة إلى إعادة بناء مرة أخرى، بالإضافة إلى إعادة بناء منشآتنا التي دُمرت".
وأشار إلى أن جزءاً من الدعم المالي سيتم تخصيصه للضفة الغربية بما في ذلك شرق القدس "خاصة أن عدداً لا بأس به من اللاجئين يتواجدون في المدينة المقدسة وعلى الوكالة تلبية احتياجاتهم".
ويأتي التحذير بعد يومين من انعقاد اجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة عبر الانترنت يومي الأربعاء والخميس بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ 3 أعوام.
وشارك في الاجتماعات قرابة 30 دولة أعضاء دائمين فيها، وممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، والدول المانحة للوكالة، والمجموعة الأوروبية، وجامعة الدول العربية.
وقال مشعشع إن الاجتماعات المذكورة استهدفت "دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بالوضع المالي للوكالة ليس فقط فيما يتعلق بعجز مالي تراكمي تخطى الـ 150 مليون دولار في الميزانية العادية ولكن أيضاً عجز مالي متراكم في ميزانية الطوارئ لسوريا وغزة والضفة الغربية".
ولفت إلى عقد اجتماع دولي يتم التحضير له مع السويد والأردن في نهاية أكتوبر المقبل "لترجمة الدعم السياسي إلى مالي وتوسيع رقعة المتبرعين، وخلق آليات مستدامة للدعم".
وذكر أن الاجتماع يهدف إلى الارتقاء بمستوى خدمات الوكالة والانتقال لمفهوم الرقمنة للتخفيف عن اللاجئين، كما أنه سيؤسس لمرحلة جديدة لإرجاع العافية في خدماتها في الكم والكيف للاجئين الفلسطينيين.
وتقدم أونروا خدمات منقذة للحياة لحوالي 5.6 مليون لاجئ من فلسطين في أقاليم عملياتها الخمسة التي تشمل الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة.