لوحة "الدراويش" لوحة رسمها الرسام المبدع المصري محمود سعيد عام 1929 وكانت باكورة أعماله الفنية التي اتصلت معظمها بالتصوف والدين والموت وغيرهم من المعاني.

 

"الدراويش" عبارة عن حالة من التصوف غرق فيها الرسام الأرستقراطي محمود سعيد، فجسد 6 من الدراويش بملابس واحدة وملامح واحدة مع اختلاف حركات جسدهم، واللوحة غارقة في حالة من السمو الروحاني، حيث تشعر حين تستغرق فيها إنك تدور مع هؤلاء الدراويش أبطال لوحته البارعة.

 

وقد رسمت، بألوان زيتية على الخشب، وهي كبيرة الحجم نسبياً (68.5× 97 سم)، وفيه موسوعة الفن التشكيلي يقال عن اللوحة إنك لأبد أن تحس وأنت تحدق بها أنك تسمع الدراويش في رقصهم الصوفي وحركتهم يذكروا لفظ الجلالة، وكأن محمود سعيد أودع كل قدرته التصويرية والروحانية في رسم هذا المشهد السامي الخالص.

 

وفي عام 2010 تم عرض لوحة الدراويش في مزاد كريستز بدبي وتم بيعها للدكتور محمد سعيد فارسي بقيمة 2.5 مليون دولار، ويعتبر هذا المبلغ أكبر مبلغ تم دفعه في لوحة لفنان عربي، وبذلك تحقق لوحة "الدراويش" الرقم القياسي كأغلى لوحة في الشرق الأوسط.

 

الجدير بالذكر أن الرسام محمود سعيد هو أبن لأسرة ارستقراطية من الطراز الأول حيث والده محمد سعيد باشا رئيس وزراء في فترة من الفترات كذلك تمتد جذوره للعائلة الملكية.

 

وكان قد ولد عام 1897 في الإسكندرية وتوفي عام 1964 وقد برع في تجسيد الشرق الأوسط بخباياه وجماليته وكان يهتم بقضايا البسطاء وحياتهم رغم ثراء عائلته، فغدت لوحاته تعبيرًا صادقًا عن المصريين وواقعهم وعن الشرق الأوسط بشكل أعم.