يتخذ المسلمون من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قدوة لهم في حياتهم، يسيرون على نهجه؛ ويقتدون به أملًا في جني الثواب، وامتلاك محاسن الأخلاق، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، إذ أنه سبحانه حثنا على الاقتداء برسوله الكريم، وذلك في قوله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب:21).
من الصعب الإلمام بكافة السمات الكريمة التي اتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرض بوابة "دار الهلال"، إحدى الصفات التي اتسم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي كانت أحد الأسباب الأساسية للانتصار في كثير من الغزوات، وهى الشجاعة، إذ اتصف صلى الله عليه وسلم بالشجاعة، وظهر ذلك واضحًا في كثير من المواقف بحياته.
شجاعة الرسول
شهد الرسول العديد من المواقف الصعبة التي تعامل معها بثبات وشجاعة، مقبل على مواجهتها، لا يبرح ولا يدبر، وكان مصدرًا للحصول على الثبات، والقوة بالغزوات، إذ قال علي رضي الله عنه: "إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا".
لم تكن شجاعة الرسول، وقوته إلا مناصرة للحق، ومساندة للضعفاء ونصرة لدين الله، وهو ما أكدته عائشة رضي الله عنها إذ قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئًا قط، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل".
شجاعة الرسول في الحروب
كانت أكثر المواقف الشاهدة على شجاعة الرسول، يوم غزوة حنين خاصًة عندما أعجبت المسلمين كثرتهم، واقتربت نذر الهزيمة منهم فوقف رسول الله كالطود الشامخ رغم فرار بعض المسلمين من أرض المعركة، إلا أنه ثبت على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بصوت عالٍ بجواره عمه العباس: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب".
ومن المواقف الآخرى التي تحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم بالشجاعة، أنه كان متعبًا في إحدى الأيام نتيجة لإحدى الغزوات؛ فجلس في ظل شجرة ساعة القيلولة، وقد علق سيفه على غصن الشجرة، وبينما هو كذلك إذ أقبل عليه أحد المشركين، آخذًا بسيف رسول الله، قائلاً له: من يمنعك مني؟ فأجاب رسول الله في ثبات: الله، ثم قام وأخذ رسول الله السيف بشجاعة وقوة، وقال للمشرك من يمنعك مني؟ فأجاب قائلًا لرسول الله: كن خير آخذ.
شجاعة الرسول في غزوة أحد
شهدت غزوة أحد أيضًا على شجاعة الرسول، فبعد أن خالف الرماة أمره صلى الله عليه وسلم، وتملك المشركون زمام المعركة، لم يتزحزح النبي صلى الله عليه وسلم من موقفه، بل وقف موقف القائد القوي الشجاع، والصحابة من حوله يتساقطون، وتم محاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة المشركين، ولم يكن حوله إلا القلة من الصحابة يدافعون عنه، وبرز منهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حينما دعاه رسول الله فناوله النبال وقال له: "ارم يا سعد، فداك أبي وأمي".
أقرأ أيضًا:
من صفات النبي.. يعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر
دعاء الصباح.. اللهمّ إنّي أسألك العافيةَ في الدُنيا والآخرة
من صفات النبي.. حث الله عليها بأكثر من سورة