قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن المنتحر هو أحد أفراد هؤلاء الذي ينطبق عليهم قول الله تعالى "الذين خسروا خسرانا مبينا"، مضيفا أن المنتحر يلقي بنفسه في وجه الله وهذا لا يصح ويمثل عيبا، والانتحار عيب وليس خطأ أو حرام، لأنه يعمل شيئا به قلة أدب مع الله.
وأوضح في مقطع فيديو له، أن الانتحار لا يقدم عليه إلا الأشرار، فبعض الناس يحاول أن يحملها على الاكتئاب النفسي أو له الظروف، ولكن الله عليم، مضيفا أنه يتم تغسيل المنتحر وتكفينه والصلاة عليه، والبعض يسأل عن هذا المعنى لأنه قد يكون معذورا وهو أمر بينه وبين الله.
وعن حكم الانتحار، أكد أن الانتحار حرام وهو جريمة يعاقب عليها الشرع خاصة إذا نجا، فإذا أقدم الشخص على الانتحار ولم يمت يتم التحقيق معه، لكن إذا توفي فهو ليس بكافر، فهذا الذنب فظيع فيه قلة أدب مع الله وقلة حياء مع الله، ويغسل المنتحر ويصلى عليه ويدفن في مدافن المسلمين.
وأكد جمعة أن المنتحر هو أشد الناس احتياجا للدعاء وطلب الرحمة، والله هو الرحمن الرحيم ويحب عباده لأنه خلقنا، مضيفا: "يسألني أحد أنا أريد أن أعرف إذا كان الله يحبني أم لا، فأقول الله ربنا يحبك، وأنت اسأل نفسك هل تحب الله أم لا، فالله طبعا يحبك وإلا فلماذا أوجدك، لكنه يطلب منك التوكل والطاعة والتسليم.
وشدد على أنه يجب أن يعتقد الشخص أن هذا الكون ليس ملكه وأنه لن يسير على مزاجه، ولكنه يسير وفقا لمراد الله، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"، فكل الحركات والسكنات التي في الدنيا من ابتلاءات وامتحانات ونعم وضيق وسعة وضر ويسر وغيرها كلها معلقة بالآخرة، فكل شيء موجود في الدنيا له علاقة بالآخرة.
فالضيق الذي يحدث للشخص في الدنيا له علاقة بالآخرة او أنه يغفر الذنوب أو أنه يعلي لك به درجة، أو أنك لو عرفت ما ادخره الله لك من أجر البلاء لتمنيته وتمنيت أشد منه.