الخميس 16 مايو 2024

أحمد أيوب رئيس تحرير «المصور»: الهيئة الوطنية للصحافة أنقذت المؤسسات القومية (حوار)

الكاتب الصحفي أحمد أيوب

تحقيقات5-7-2021 | 22:19

محمد فتحي

* الهيئة اهتمت برفع كفاءة الصحفيين والمهندسين والعمال بـ«دار الهلال» دون التدخل في المحتوى 

* دعم الهيئة أسهم في تفرغنا لأعمالنا دون ضغوط ونعلم أنها لن تتأخر عن مساندتنا كلما احتجنا لها

* «المصور» تعتمد أسلوبا صحفيا جديدا يضمن لها مواكبة تطورات العصر والحفاظ على عراقتها

* حريصون على مواصلة دورنا التاريخي في مساندة الدولة ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب

* أزمة الطباعة انتهت بفضل الهيئة ورئيس دار الهلال ورجال المطبعة المخلصين

* الصحافة الإلكترونية جزء من المستقبل لا يمكن الاستغناء عنه

* الفرق بين الإعلام البنّاء والمضلل هو المعلومة
* الدولة المصرية لا ترفض النقد المبني على أرضية وطنية

* نحتاج لإعادة النظر في عدد كليات الإعلام وأسلوبها في التدريس

 

تسلمت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، ملفات المؤسسات القومية، لتجدها مثقلة بالأزمات والمشكلات التراكمية، المستعصية على الحل.

وعلى الرغم من ذلك، استطاعت الهيئة، خلال فترة وجيزة، أن تحدث طفرة تطويرية، ونقلة نوعية هائلة، مثّلت «قبلة الحياة»، التي أنعشت هذه الكيانات العريقة، وضخت فيها دماء الإنقاذ من جديد.

وبالطبع كان لمؤسسة «دار الهلال» نصيبا وفيرا من اهتمام الهيئة، في ظل ما تمتلكه من إمكانات هائلة، وإصدارات عريقة.

 

بوابة «دار الهلال» التقت في حوار مفتوح مع الكاتب الصحفي الكبير أحمد أيوب، رئيس تحرير «المصور»، ألقى خلاله الضوء على تفاصيل خطة التطوير، التي انتهجتها الهيئة، لهيكلة الأوضاع داخل المؤسسة، وما تحقق من نتائجها حتى الآن.. وإلى الحوار.


في البداية.. كيف ترى دور الهيئة الوطنية للصحافة في تطوير المؤسسات القومية؟

 

الهيئة الوطنية للصحافة جاءت لإنقاذ للمؤسسات القومية، وسواء في فترة رئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر لها، أو في فترة المهندس عبد الصادق الشوربجي حاليا، فإن الهيئة لعبت دورا بالغ الأهمية في إعادة المؤسسات القومية إلى الحياة، خاصة أنهما من أبناء المهنة، ويعرفان همومها وطموحاتها جيدا، ويملكان أدوات الارتقاء بها، لذا فإن الهيئة اتجهت مباشرة لمواطن الخلل، وتصدت لعلاجها، عبر التعامل المباشر مع رئيسها، الذي يساند أبناء المهنة في التطوير، وحل المشكلات، لا سيما وأن فكرة الاتصال المباشر مع المسؤول تسهل اتخاذ القرارات. 

 

نود التعرف على مزيد من التفاصيل بشأن دعم الهيئة لمؤسسة «دار الهلال»؟

مؤسستنا تلقت دعما كبيرا من الهيئة، فتم توفير جانب كبير من المتطلبات المالية، بالإضافة إلى تدريب الصحفيين، وعمال ومهندسي المطابع، وكان لأول مرة نشاهد العمال والمهندسين، يتدربون على الطباعة، كما أنه تم منح الطباعة وجودتها اهتماما خاصا، دون تدخل في المحتوى، الذي يخضع لرئيس تحرير المطبوعة، بحرية مطلقة.

وهنا أود أن أوضح أن من أهم مزايا التطوير المالي، والفني، واللوجيستي، الذي تلقته المؤسسة من الهيئة، أنه أدى إلى تفرغنا لأعمالنا دون ضغوط، لأننا نعلم أنه لو حدثت مشكلة تحتاج لتدخل الهيئة فإنها لن تتأخر عنا. 

 

 

 ننتقل للحديث عن مجلة «المصور» بشكل خاص ونريد أن تطلعنا على رؤيتك للأوضاع بها حاليا؟

مجلة «المصور» تحديدا، لها طبيعة خاصة، فهي إصدار عريق يقترب عمره من الـ97 عاما، وسنحتفل بمئوية المجلة عام 2024، كما أنها مجلة عامة، الصورة فيها هي الأساس، وأحد ثوابتها مواجهة الأفكار المتطرفة، والظلامية، ونشر التنوير، ومساندة الدولة، ومؤسساتها، ومهمتي منذ عينت رئيسا لتحريرها، هي المحافظة على هويتها، مع تطوير محتواها بما يتناسب مع هذه الهوية، عن طريق تناول الموضوعات بجرأة، ودعم مؤسسات الدولة ضد مخططات الفوضى، لكن في الوقت ذاته كان أمامي تحد خاص واجهته عقب تولي رئاسة تحرير هذه المجلة العريقة، وهو كيفية المواءمة، بين الظرف الاستثنائي الذي يعيشه المجتمع، والتطورات التي يشهدها عالم الإعلام بشكل عام، بعد ظهور السوشيال ميديا، وسيطرتها على المزاج العام في المجتمع.

وكان علينا في «المصور»، البحث عن طريقة للمزج بين الصحافة الورقية برصانتها، والإلكترونية بسرعتها، وبالفعل يتم ذلك حاليا بالتعاون مع الزملاء في البوابة الإلكترونية «دار الهلال»، حيث نحاول من خلال نافذتنا عليها، أن نعرض شكلا جديدا للمجلة، يعتمد على التحليل العميق، فالاتجاه الآن في العالم أجمع، يسير نحو قاعدة جديدة هي أن الخبر ليس ملكا لك، وبالتالي فلا يوجد سبق صحفي بالمعنى القديم، لذا يبقى التحليل المتطور، هو المنفذ الوحيد.

وكيف تواجهون الفكرة التي تروج إلى أنه لم يعد هناك جمهور للإصدارات الورقية بشكل عام؟ 

 

هذا الكلام نسمعه بالفعل منذ فترة، لكن الواقع يتغير بسرعة، فحتى في الدول العريقة صحفيا، مثل إنجلترا، وعدد كبير من دول أوروبا، بل وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يتجهون حاليا إلى التقارير العميقة، التي لا تستطيع أن تجدها بالمواقع أو القنوات، أو السوشيال ميديا، ونحن نحاول أن نصنع هذا في مجلة «المصور»، بحيث يكون هناك تميز، وهوية لنا، مع الحفاظ على ثوابت في مواجهة التطرف والإرهاب، ومساندة الدولة في توجهاتها واستراتيجيتها، مع فتح المساحة للرأي والرأي الأخر، والاستماع لرؤية المعارضة الوطنية.


نظرتكم التفاؤلية للأوضاع لا تنفي أن هناك تحديات تواجهها الصحافة الورقية بشكل عام؟

 

لا يمكن إنكار أن هناك تحديات تواجه الإصدارات الورقية في العالم بأسره، في ظل وجود الوسائل الإعلامية الجديدة، وانخفاض نسبة القراء بشكل عام، وأيضا الأجيال الجديدة، التي أصبحت تمتلك أدوات ولغات مختلفة للتواصل، لكن مبعث التفاؤل أولا في أن جميع المجتمعات أصبحت تدرك أنه لا غنى عن وجود إصدارات ورقية، تقدم التحليل اللازم للأخبار والأحداث، وثانيا أننا هنا في مصر، نجد دعما واهتماما كبيرين من الدولة، وهذا واضح في الدور الذي كنا نتحدث عنه منذ قليل، للهيئة الوطنية للصحافة، والذي يجعلني قادرا على الجزم بوجود قناعة لدى الدولة ومؤسساتها بأهمية الصحافة الورقية، ودورها في الحفاظ على هوية المجتمع.  

 

كيف تطورت الطباعة في مجلة «المصور»؟ وما أثر ذلك على جمهورها؟

كان لدينا مشكلة في الطباعة، خلال فترة معينة، نتيجة الأزمة المالية والورق، لكن المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، في أول يوم له بالهيئة، اتصل بي، وقال إن الورق الذي تطبع عليه المجلة لا يليق بقيمتها، وطالبني بأن أعمل على تطوير المطبعة والورق، وقال لي: «لو المطبعة بها مشكلة أنا مستعد أن أطبع المصور في أي مؤسسة أخرى، عشان الطباعة تليق بالمادة التحريرية الموجودة، لكن الحمد لله، المهندس أحمد عمر رئيس مجلس إدارة «دار الهلال»، تدخل في المطبعة، وطورها، فتطورت الطباعة بشكل أفضل، لأنها جزء أساسي من إقبال القارئ على المطبوعة، وأصبحت الطباعة أفضل، وهنا لا أستطيع أن أنكر أو أتجاهل جهد أبناء الدار المخلصين، من رجال المطابع، الذين يعملون في ظروف صعبة، ورغم ذلك يقدمون أكثر مما نتوقع

 

«المصور» تطرح في أعدادها ملفات في غاية الأهمية.. فكيف يكون تسويقها من وجهة نظرك؟

في البداية كان محتوى المجلة جيدا، لكن الطباعة سيئة، حتى وصلنا لمرحلة أن القارئ غير قادر على قراءة الموضوعات، لكن بعد التطوير، بدأنا بالفعل في تسويق المجلة، وهناك تواصل مباشر مع رئيس الهيئة، بشأن كيفية التسويق، والدخول في شراكات أخرى مثل: الأهرام لتسويق الـ«pdf»، لأنه مطلوب من بعض المصريين  في العالم.


ما رأيك في تطوير البوابات الإلكترونية للصحف القومية؟


أراها تجربة جديدة، تحتاج إلى وقت للحكم عليها، لكن البداية جيدة، ولدينا بوابات لها تأثير، وتعمل جيدا، لكني لا أستطيع أن أحكم عليها اليوم، ونحتاج إلى إعطائها الوقت الكافي للمنافسة، واكتمال إمكاناتها، لأن الصحافة الإلكترونية جزء من المستقبل لا يمكن الاستغناء عنه.

صف لنا الفارق بين الإعلام البنّاء والإعلام المضلل من وجهة نظرك؟


لا فارق بينهما إلا في المعلومة فقط، فالإعلام المضلل يستخدم معلومات كاذبة، ويعتمد على ترويج الشائعات، لكن الإعلام الهادف يساعد في البناء، والبعض يعتقد أن الإعلام الهادف هو اتجاه واحد نحو الشكر والثناء، لكن الدولة المصرية لا ترفض النقد، ولا تقف ضد الرأي الآخر، وإنما هي مع كل الآراء طالما مبنية على أرضية وطنية، والإعلام الهادف يجب أن يتبنى وجهة النظر الوطنية، ووضع وجهة النظر المعارضة والمخالفة في إطار الحياد.

 

 

 

ما تقييمك للصحفيين الشباب وما ينقصهم؟

هم شباب مبشر، ظُلم نتيجة الظرف الحالي وتغيير الأدوات والوسائل الإعلامية، لكن هناك نماذج جيدة، والحقيقة أن المشكلة الأساسية هي كثرة كليات الإعلام، وبالتالي، أصبح عدد خريجيها أكبر ما تتطلبه الساحة الإعلامية، لذا نحتاج إلى إعادة النظر في كليات الإعلام، سواء من حيث أعدادها، أو أسلوبها في التدريس، حتى يمكن مواكبة التطورات الموجودة في الإعلام على مستوى العالم، كما يجب تدريب الشباب الصحفيين أكثر، لتطوير إمكاناتهم، وكذلك الاطلاع على التجارب العالمية لكي يكونوا مواكبين للعصر.

اقرأ أيضًا:

تتضمن حافزا للعاملين بالمؤسسات القومية.. قرارات مهمة للهيئة الوطنية للصحافة

عبدالصادق الشوربجي: كل المؤسسات الصحفية القومية لها تمثيل قوي في معرض القاهرة للكتاب

شبانة: اللائحة الموحدة للمؤسسات القومية مميزة و"الوطنية للصحافة" تعتبر النقابة شريكا لها