قالت إيفا بوريجيرو أستاذة العلوم السياسية بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ، بدأ تعديل مسار العلاقات الثنائية مع روسيا ويتجنب التصعيد، وذلك في نهج أكثر واقعية وأقل أيديولوجية، يسعى إلى تحسين التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تغير المناخ والسيطرة على الأسلحة النووية، مع الاستمرار في تعزيز الردع ضد الهجمات، بما في ذلك حياة المنشق الروسي نافالني، والموجود في الولايات المتحدة.
وأكدت بوريجيرو في مقالها بصحيفة "إل بايس" الإسبانية، أن العلاقة بين أمريكا وروسيا بدأت تأخذ مسارًا معقدًا بين الاعتراف والاحتواء، وذلك من أجل تحقيق "علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها"، وأرسل الاجتماع بين بايدن وبوتين إشارة إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يحافظ من جانبه على علاقات عدائية علنية مع الكرملين، والذي وصفتها ميرا ميلوسيفيتش-جواريستي في تقرير صادر عن معهد إلكانو الملكي، أنها في أشد حالاتها توتراً منذ التسعينيات، مع ظهور مؤشرات على التدهور، والصعوبة الأكبر لها هي إيجاد استراتيجيتها الخاصة التي تحل "مشكلة الهيكل الأمني المقبول لكلا الفاعلين".
وأضافت أستاذة العلوم السياسية، أنه على الصعيد الدولي، تتقاطع جميع الطرق مع روسيا، فهي "خصم ثمين"، بحسب بايدن ، لكن يجب أن يتم توافق التفاوض مع الخصوم على وجه التحديد مع الوظيفة السياسية.
وبينت بوريجيرو، أن الرحلة الأخيرة إلى أوروبا سلطت الضوء على تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، وهو أمر مهم ، ولكن ليس أولوية، فقد تحول هذا الموقف إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع القمة الافتراضية لـ«آسيان».
وتابعت: الاجتماع مع الرئيس فلاديمير يأتي بوتين في جنيف في نهاية الجولة الأوروبية دورة كاملة. على الرغم من المشاكل الهائلة لروسيا - التدهور الاقتصادي والديموغرافي ، ولكن رغم ذلك تلعب القوة الإقليمية والنووية دورًا جيوسياسي لا مفر منه ، إما بسبب تلك القدرة التخريبية السامة أو بسبب موقعها الجغرافي ، الذي يشمل القطب الشمالي وأوروبا وآسيا.