رآه حزينًا بعدما أبلغ مسئولو إزالة إشغال الطريق بالحي بعدم افتراش هذه المنطقة مرة آخرى، فآخذ بخاطره واشترى منه عددا كبيرا من التين الشوكي ليُرضيه، وهنا أسرع «باسم» في إعداد ثمرات التين الشوكي المطلوبة منه وتقشيرها ليُعطيها للضابط الشاب.

بدأت الحكاية عندما مرت حملة لإزالة إشغالات الطريق بالحي على طريق محور المحمودية ووجدت هذا الطفل يبيع التين الشوكي ويفترش طاولة على الطريق وجعلته يُخلي مكانه في الحال وإنذاره بعدم افتراش هذه المنطقة مرة آخرى.

وبالفعل بدأ الطفل حزينًا في جمع الطاولة ومشتملاتها، حينها رآه الضابط الشاب -ملازم أول بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة- الذي تصادف مروره بالمنطقة لإنجاز مهام عمله، وطيّب بخاطره وتجاذب معه أطراف الحديث وطلب منه إعداد بعض الثمرات له ولفريق عمله.

وأكد الضابط  لـ«باسم» أن المكان الذي يقف فيه الآن ليس آمنًا له فطريق محور المحمودية سريع وواسع وخطر على طفل صغير مثله الوقوف فيه، وألا يحزن لتركه المنطقة لأن هذا من مصلحته وأكثر أمانًا له، وترك الطفل متفهمًا الوضع ومقتنع بخطورة المكان عليه، ليستكمل عمله.

 «دار الهلال» التقت مع الطفل باسم مصطفى، وقال إن هذا أول يوم له للوقوف في هذا المكان فهو يتواجد من الصباح حتى العصر ثم يعود إلى بيته القريب من المكان، حتى وإن تبقى معه بعض الثمرات يُعطيها لشقيقته الصغيرة، وأنه متفهم خوف الجميع عليه وعلى سلامته بعد منعه من الوقوف على الطريق السريع.

وعن دراسته ذكر أنه نجح في الصف الأول الإعدادي ويعمل فقط في الإجازة، ليحصل على مصروفه فهو لا يحب اللعب مع باقي الأطفال في منطقته دون هدف، أما في أيام الدراسة فهو متفرغ فقط للدراسة والمذاكرة.