مازالت قضية سد النهضة هي الأكثر اشتعالًا على الساحة السياسية في مصر والسودان، لما تمثله من تهديد لمستقبل الشعبين، الأمر الذي دعا السودان إلى تجديد طلب مصر إلى مجلس الأمن، بعقد جلسة طارئة للنظر في تعنت إثيوبيا في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن مسألة الملء، وكيفية تشغيل السد.
وتوجه وزير الخارجية سامح شكرى، أمس الأحد، إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في إطار التحضير لجلسة مجلس الأمن، التي ستنعقد الخميس المقبل، لمناقشة قضية سد النهضة الإثيوبي، بناءً على طلب مصر والسودان، وتوجهت أيضًا مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودان، اليوم الإثنين، إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي.
قوة ردع الدولة المصرية
قضية أزمة سد النهضة تحظى باهتمام شديد من القيادة المصرية، إذ إنها تعد مسألة متعلقة بالأمن القومي للبلاد، إذ إن إثيوبيا لا يمكنها التهرب من دفع استحققتها للجانبين المصري والسوداني في مياه النيل، حسبما قال اللواء أسامة المندوه وكيل أول جهاز المخابرات العامة سابقًا.
مصر سكلت الطرق المشروعة
وقال اللواء أسامة المندوه، وكيل أول جهاز المخابرات العامة سابقًا، في تصريح لـ«دار الهلال»، إن ذكاء القيادة المصرية يتمثل في تحقيق الأهداف المطلوبة والمحافظة علة حقوق مصر المائية دون اللجوء لوسائل آخرى، كما أن مصر لا تبدأ بالعدوان على مدار تاريخها ولكن لا تستهين في رد العدوان عليها والحفاظ على مقدرات شعبها، ولا يجب أن يكون الرأى العام ضاغطًا على القيادة السياسية بل داعمًا لها.
وأشار إلى أن التفاوض بشأن سد النهضة، استمر على مدار 10 سنوات، وبرعاية الاتحاد الإفريقي، وكذلك وصلنا إلى طلب تدخل مجلس الأمن، وكل ذلك وسط تعنت من قبل الجانب الإثيوبي، لذا فإن مصر سلكت كل الطرق والوسائل المشروعة والمتاحة أمام المجتمع الدولي، ولا لوم عليها في حال إذا لجأت إلى وسائل أخرى.
تخاذل المجتمع الدولي
وقال للواء محمد غباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية: "نحن أمام درجة من درجات التخاذل من قبل المجتمع الدولي، وهذا أمر مرفوض تمام ولا سيما تصريحات المندوب الفرنسي بمجلس الأمن، التي قال فيها إنه يعتقد أن المجلس لديه الخبرة لتحديد كمية المياه التي يجب أن تحصل كل دولة عليها، وأنه لا يختص بحل هذه النزاعات"، مضيفا: "إذن ماذا ينتظر مجلس الأمن، هل ينتظر أن يحدث نزاع أولا ثم يتدخل، الدولة المصرية تحرص على عدم تطور الأوضاع والوصول إلى النزاع المسلح، وهذا لا يعبر عن موقف فرنسا كدولة فهى بلد صديق".
الاقتراب من النهاية
وبحسب أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، فإن الدولة المصرية تقترب من مفترق الطرق، لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع لحل هذه الأزمة واتخاذ موقف واضح أمام الجميع، بعيدًا عن المماطلة من الجانب الإثيوبي، لكن في حال استمرار الموقف المتعنت من أديس أبابا، فسيكون على مصر أتخاذ الحلول اللازمة حفاظًا على جريان النهر في بلدنا.
اقرأ أيضًا
بعد تحذير أمريكا رعاياها فى إقليم تيجراى.. هل فقد النظام الأثيوبى مصداقيته على الساحة الدولية؟
وزير الخارجية يجري اتصالا بنظيره الفيتنامي بشأن سد النهضة