الأربعاء 29 مايو 2024

ابقى قابلنى لو فلحت!

مقالات5-7-2021 | 21:25

«ابقى قابلني لو فلحت».. «والله ما أنت نافع».. «مش هتعرف».. عبارات يرددها كثيرون ولا يدركون وقعها القاسي الهدام على نفوس غيرهم، ولا يعلمون كمّ الإحباط الذي يصيبون به كل مجتهد يحاول أن يصنع شيئًا، ليجعلوه فاشلًا.

إن كنت من مرددي تلك العبارات لابنك أو المحيطين بك، فأنت تجهل أنك تكسر عزيمتهم ولا تعلم شيئًا عن كيفية بناء الإنسان، فتلك العبارات ليست للتحفيز كما تعتقد، ولكنها تُهشّم ثقة من حولك بأنفسهم، فانتبه! أنت فاشل تصنع فاشلًا.

على مدار العقود الماضية كنا نسمع المُحبِطين يرددون أن مصر لن تستطيع النهوض وصنع مكانة لها بين الأمم، وأن المصري لن يقدر على الوصول إلى القمم.

وعلى عكس ما يردده المُحبِطون، فإن مصر بدأت نهضة شاملة سيكون لها أثرها الكبير في المستقبل القريب، واستطاع مصريون الوصول إلى العالمية في مجالات عدة، رغم ما واجهوه من محاولات لكسر عزيمتهم؛ ففي الرياضة وصل رياضيون مصريون إلى العالمية؛ منهم محمد صلاح الذي استطاع الفوز بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس العالم للأندية، وارتدى شارة قيادة ناديه ومنتخب بلاده، وقال بعضهم إن محمد النني، لن يستطيع العودة مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي، بعدما انتقل معارًا إلى الدوري التركي، قبل أن يرتدي شارة قيادة نادي أرسنال، الذي لم نكن نحلم حتى وقت قريب أن يلبس قميصه لاعب مصري، ومنذ أيام وقّع علي زين، نجم منتخب مصر لكرة اليد، لنادي برشلونة الإسباني العريق، ومنذ ساعات توجت ميار شريف بفضية بطولة فرنسا الدولية للتنس، وأصبحت أول لاعبة تنس مصرية تشارك في الأولمبياد، بعدما تأهلت إلى «طوكيو 2020».

ومنذ أشهر معدودة، فازت العالمة المصرية الدكتورة إلهام فضالي بجائزة أفضل بحث في الفيزياء لعام 2020، حيث استطاعت الوصول إلى سرعة الضوء في نقل البيانات.

ولا يتسع المجال لحصر النماذج المصرية الناجحة في مختلف المجالات، ولكنك لن تجد أصوات المُحبِطين تعلو في أي مؤسسة ناجحة، ولا تسمع لهم صوتًا في مؤسسة السير مجدي يعقوب لعلاج القلب، ولن تجد أمثالهم في المؤسسة العسكرية المصرية، أو في فريق النادي الأهلي لكرة القدم، ونادي الزمالك لكرة اليد.

وأقول لكل مصري ومصرية، أنتم تستطيعون تغيير مستقبلكم، فلا تستمعوا لأصوات من يحاولون التقليل من شأنكم وإن كانوا أقرب الأقربين، ولا تعني محاولاتكم غير الناجحة أنكم فشلتم، فالإنسان لم يستطع الطيران من المحاولة الأولى، وأديسون لم يخترع المصباح الكهربائي إلا بعد آلاف المحاولات، وكذلك الحال مع دايسون مخترع المكنسة الكهربائية، وسيلفستر ستالون لم ينجح في الترويج لفيلمه «روكي» إلا بعد مئات المحاولات، والمخرج العالمي الكبير ستيفن سبيلبرج رفضت جامعة جنوب كاليفورنيا إجازته مخرجًا في 3 محاولات، ومحمد صلاح لم يحقق إنجازاته من محاولته الأولى في أقوى دوري لكرة القدم في العالم حينما لعب لنادي تشيلسي.

أنت تستطيع، حاول واجتهد وتعلم، كن أنت وانظر إلى الناجحين، وكن واثقًا أن كل إنسان لديه قدرات تجعله متميزًا عن غيره إن استطاع أن يكتشفها ويطورها، و«قابلهم إن فلحت!».