الإثنين 6 مايو 2024

كل يوم فنان| محسن أبو العزم.. فنان مغرم بتجسيد الواقعية الشعبية

الفنان التشكيلي محسن أبو العزم

ثقافة6-7-2021 | 12:45

مريانا سامي

محسن أبو العزم فنان تشكيلي مصري يعُد من أهم الرسامين الذين جسدوا ملامح الحارة الشعبية المصرية ليس فقط ملامحها الخارجية بل تكوين صورة كاملة تعج بالتفاصيل والموتيقات والرموز التي تشعرك إنك واحدًا وسط هذا المشهد الصاخب المليء بالحركة والصوت.

ولد الفنان محسن حسن أبو العزم والشهير  بمحسن أبو العزم، في 22 من مارس لعام 1958 في حي درب الجامع المعلق بمحافظة الفيوم؛ وهو يعتبر من أقدم الأحياء بالمحافظة ومن أوائل الأسباب في تعلق الفنان بتفاصيل الحياة الشعبية.

حين ألتحق محسن أبو العزم بالمدرسة كان هناك اهتمام كبير من مُعلمة التربية الفنية به وبموهبته التي كانت فد بدأت في الظهور، ووالدته بدورها كانت تتابع مدى نمو موهبته مع معلمته، وكان منذ طفولته يتابع بعينه كافة التفاصيل من حوله، بداية من منزل عائلته مرورًا بالحي الذي يسكن فيه.

وفي الثانوية العامة كان الفنان محسن أبو العزم يحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة وبالفعل ألتحق بها عام 1976؛ كان لكلية الفنون فضل كبير في تبلور مدارك الفنان بسبب إطلاعه على لوحات أساتذه كبار، كما أنتقل من مرحلة كونه طالب شغوف بالفن إلى طالب ينظر بعين الفنان ويبدع في لوحاته بناء على مخزونه الهائل من ذاكرته التي أحتفظت بكافة تفاصيل الحياة اليومية الشعبية.

وقد حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1981؛ كما عمل بالتدريس بالخارج من من عام 1982- 1996. بالسعودية وحين عاد لمصر عمل بالتدريس أيضًا بكلية التربية النوعية.

كما عمل الفنان محسن أبو العزم كرسام صحفى فى مجلة الثقافة العربية بالجماهيرية الليبية، وعدد من المجلات والجرائد المصرية وهم مجلة صباح الخير، روزاليوسف، وأخبار اليوم.

 

أغرم الفنان محسن أبو العزم بالحياة الواقعية الشعبية وتجسيدها في لوحاته لإنها من وجهة نظره أقرب لرجل الشارع العادي، فاللوحة مشهد من مشاهد حياته اليومية المألوفة، كذلك كان يختار مشهد من الأفلام السينمائية القديمة ليجسدها ويعيد تكوينه كما يرى ويتفق مع فنه ورسالته.

تأثر أبو العزم بالفنان الفرنسي رائد الواقعية في القرن التاسع عشر أونورية دومييه، وأعتمد في رسم لوحاته على المبالغة من ناحيتين، الناحية الأولى في تجسيد الموقف أو المشهد ذاته، والناحية الثانية في شكل وملامح الشخصيات، كحجم الفم والأسنان والأطراف للتأكيد على عناصر وأفكار معينة.

 

من لوحات الفنان محسن أبو العزم، لوحة "السبوع" حيث يجسد مشهد السبوع في الحارة المصرية من طقوس وأشخاص وحركة وألوان مُبهجة فتجد السيدة الكبيرة تجلس أرضًا والأم الحديثة تخطي على طفلها كعادة هذا الطقس و "الهون" حاضرًا بجانبهما وبجانب طبق من الحلويات المغلفه والأطفال حولهم في مشهد بديع كأنك تسمعهم وتراهم.

 

ولوحة "المسحراتي" تجد الضوء يسلط على الشيخ الكبير الذي يمسك بالطبلة ليدق عليها والطفل بجواره ينبعث النور من فانوسه والشارع حولهما مُعد ومزين لاستقبال شهر رمضان الكريم.

 

وعدد كبير من لوحاته كأن يجسد السوق في الأحياء الشعبية وزحمة الناس به والباعة والأطفال، ورسم "لقعدة ستات" يتسامروا ويتحدثوا في مشهد حميمي لطيف.

 

عدد كبير من اللوحات التي تقف أمامها مشدودًا من دقة التفاصيل ومن الحركة والانفعال الظاهرين في اللوحة فتنفعل بدورك مع التفاصيل لتتعرف بشكل وبزواية أخرى على الموروث الشعبي المصري وروعته من خلال أسلوب ساخر  يدفعك للضحك والتأمل فى وقت واحد.

 

شارك الفنان محسن أبو العزم في عدد من المعرض الخاصة والجماعية وكذلك الدولية والتي نذكر منها  معارض ( النهر الصناعى العظيم في ليبيا من عام 1984- 1987 وقد حصل على جائزته أنذاك ).

 

لا يزال الفنان محسن أبو العزم يمتعنا بأعماله ولوحاته، كما أمتعنا العظيم نجيب محفوظ بكتابة تفاصيل دقيقة عن الحارة المصرية والموروث الشعبي.

Egypt Air