"مواصلة عملية ملء المرحلة الثانية من سد النهضة، سوف تلحق أضرارا وخيمة بدولتي المصب"، كان هذا ملخص ما أوضحته مصر والسودان، أمام المجتمع الدولي، خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الخميس، لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي، في ظل مماطلة أديس أبابا، ورفضها التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق دولتي المصب على نهر النيل.
السطور التالية ترصد مواقف الدول التي حضرت الجلسة، وكلمات مندوبيها، خاصة أن الجلسة شهدت مشادات عنيفة بين مندوبي الدول الثلاث.
روسيا تؤيد سد النهضة
المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبنزيا، أعلن تأييد بلاده واعترافها بأهمية مشروع سد النهضة لإثيوبيا، وتقدير موسكو في الوقت ذاته، لمخاوف مصر والسودان من تبعات تشغيل سد النهضة دون اتفاق، مشيرا إلى أن رفع عدد الوسطاء في أزمة السد غير فعال، كما أوضح أن روسيا مستعدة للمساعدة في حل تلك الأزمة.
مغالطات إثيوبية
"خزان سد النهضة الإثيوبي، أصغر بمرتين ونصف من سعة خزان السد العالي" هكذا ادعى وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، مواصلا مغلطات بلاده التي تستهدف تضليل الرأي العام العالمي، حيث زعم أن عملية استكمال المرحلة الثانية من ملء السد لن تضر بمصر والسودان، مطالبا مجلس الأمن، بعدم عقد أي جلسة مرة أخرى بخصوص هذه القضية، وتحويل الأمر إلى الاتحاد الإفريقي لاستأناف المفاوضات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
إثوبيا تشعل الفتن
في المقابل ردت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، على التضليل الإثيوبي موضحة، أن الاطلاع على ملء وتشغيل السد، يعد أمرا مهما للمشروعات الزراعية المقامة علي الأراضي السودانية، لافتة إلى أن التعنت الإثيوبي، حال دون حل الأزمة داخل أروقة الاتحاد الإفريقي.
وأكدت مريم الصادق المهدي، أن إثيوبيا تحاول إشعال الفتن في المنطقة، مستنكرة خطاب وزير الري الإثيوبي، الذي قال فيه إن بلاده بدأت الملء الثاني للسد، وذلك دون النظر إلى الأضرار التي ستقع على دولتي المصب جرّاء ذلك، كما اتهمت إثيوبيا بأنها لا تراعي حقوق الجيرة، وتستعمل قدرتها المنفردة في إدارة سدودها لتهديد أمن المواطنين السودانيين.
تحديد مدة زمنية لحل قضية سد النهضة، وتعزيز مسار التفاوض، فضلًا عن عدم اتخاذ أي إجراء أحادي، قبل الوصول إلى اتفاق ملزم في الملء والتشغيل السد، هذا ما طالبت به وزيرة الخارجية السودانية، أمام مجلس الأمن، الأمر الذي أكده وأيده سامح شكري، وزير الخارجية في كلمته أيضا.
إثيوبيا رفضت كل الحلول
بدوره قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه على المجتمع الدولي اتخاذ القرارات المناسبة حول قضية سد النهضة، ولا بد من أن تكون المفاوضات وفق إطار زمني محدد، كما أن الدولة المصرية تدعو لاحترام القوانين الدولية في عملية ملء وتشغيل سد النهضة،و"علي مصر حماية حقوق شعبها وأظهرنا حسن النية في التفاوض".
وأضاف أن تبرير إثيوبيا لموقفها المتعند ليس له أساس، ولا يمت للواقع بصلة، هكذا وصف وزير الخارجية حالة العناد الإثيوبي، وأكد أن إثيوبيا تتخذ قرارات أحادية، وتهدد الأمن والاستقرار مطالبا بحماية حقوق مصر من قبل مجلس الأمن.
مظاهرات لمنع عقد جلسة مجلس الأمن
وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية، أن المغتربين الإثيوبيين، في مختلف الولايات الأمريكية، خططوا لتنظيم مظاهرة في نيويورك، لمعارضة اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سد النهضة، فيما قال رئيس الكونغو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، إنه سافر على التوالي إلى مصر والسودان وإثيوبيا في أسبوع في مايو الماضي، لافتًا إلى أنه شجع الأطراف على المحادثات، مع رؤساء دول وحكومات ثلاثة بلدان تمت زيارتها، كما كشف أنه يواصل المشاورات بهدف دفع العملية إلى الأمام، متعهدًا بمواصلة جهوده في التواصل مع مختلف الأطراف في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضًا
قبل مناقشة مشروع القرار.. تعرف على سيناريوهات مجلس الأمن بشأن سد النهضة
السد العالى يتصدر تريند جوجل بعد جلسة مجلس الأمن.. وإثيوبيا تواصل العناد الدولى