استطاع محمد فرغلي بديوانه «من شظايا الحرب»، أن يعكس صورة جمال كامنة في قبح الحرب وأن يوجه رسالة سلام للإنسان، مسخرًا فيها الأشجار والأحجار والرصاص والمدافع في كثير من الأحيان لفرض رسالته بمحبة وإنسانية واضحة في قصائده وذلك من خلال 12 قصيدة هم عدد قصائد الديوان.
في حواره ل " الهلال اليوم " يوضح فرغلي مفهوم الشعر بالنسبة له ورؤيته للوسط الثقافي ومعيياره السائدة ومشاريعه المستقبليه ويحكي قصة الديوان صاحب أول إعلان على الطريق.
وبسؤاله عن رأيه في شعر العامية في هذه المرحلة ، قال: "شعر العامية بالنسبالي صوت الشوارع اللي جو الشاعر واللي مليانة باليوتوبيا و تماس مع الواقع في نفس الوقت. الشعر ممكن يقل محتواه الفني خلال بعض العصور لكن لن يفقد مكانته عند الناس، خصوصًا لو اتغنى.. كل العصور فيها غنا يبقي كل العصور فيها شعر . أما عن المرحلة دي شايف ان الشعر لسه محوري جدا في حياتنا لكن المشكلة في بعض الشعرا اللي بقوا يتعاملوا مع الشعر بسطحية مفرطة وأحيانا غير مفيدة."
كيف ترى الـ " بيست سيلر" وهل نحن حقًا في زمن الرواية؟
"موضوع جعل الكتاب سلعة وإن كان واقعيًا لعصر الاقتصاد والمادة لا أنه فشل فشلًا ذريعًا في تعوضينا عما أحدثه التعليم في عقولنا.. الكتب لازم تقاس بنفعها على الناس مش بأرباح بيعها.. الربح الحقيقي هو المعرفة والحد من الجهل المنتشر.
ما الدافع وراء اتخاذك الشعر سلاحًا لفرض السلام من خلال ديوانك «من شظايا الحرب» ؟
"نفسي و العالم كله محتاجين سلام و تصالح.. من هنا جاء اختياري للسلام وإن كان المحرك اللي شدني أكتر هو كتاب قرأته في 2011 عن أشعار و خواطر سجناء جوانتانامو، اللي عبروا بيه بالكتابة عن المعاناة و الألم والفقد وعن حلمهم بعالم بلا سجن أو حرب او كراهية. لذلك اعتمدت كثيرًا على كل ما يصدر من منظمة العفو الدولية و اليونسيف فيما بعد، كمادة خام افادت المشروع".
استخدمت خلال ديوانك أسلوب دعاية مختلف، وهو إعلانات الطرق، لماذا ابتدعت تلك الفكرة وكيف نفذتها؟
"موضوع إعلان الطريق جاء بمحض الصدفة ونفس الوقت الشغف بالجديد المختلف، كلنا بنركب مواصلات و بنشوف الإعلانات مالية الشوارع ودايما تلقى مكتوب " للإعلان اتصل بـ.. " فجه على بالي ده ع طول من باب إبهار المتابعين على السوشيال ميديا بجانب الإعلان الممول على صفحة دار تشكيل للنشر والتوزيع. كان بالنسبالي طريقة دعاية للدعاية " أول ديوان يتعمل له إعلان على الطريق "
ما هو تقييمك لدواوين الشعر الصادرة خلال معرض الكتاب السابق، بشكل عام؟
"المعرض اللي فات لظروف ما مقدرتش انزله او اتابع لكني كنت على علم بنزول دواوين قوية جدًا للأصدقاء، خصوصًا محمد جعفر و معجم المقامات، اللي شايفه من أجود وأرقى دواوين شعر العامية عبر تاريخه و ديوان عمرو حسن و محمد داوود.ولو بنتكلم عن معرض ،2017 فانا شايف انه بين صفحات دواوينه شعر حقيقي. لكن أكتر حاجة ضايقتني، إن معظم الشعراء طبعوا فقط للطباعة ملقتش إلا في دواوين معينة التعب على الإخراج الداخلي أو حتى الفلترة للقصايد اللي هو أقصد اللعب على المحتوى مهما كان كمه. لكن مازلت عند رأيي أنه عام الشعر في مصر، لكم التجارب الأولى الجيدة جدًا."
"لا أخفي عليك، قرأت في معظم الدواوين، والحق يقال، الديوان الوحيد اللي قريته من الجلدة للجلدة، كان ديوان بحب السيما لمحمد البهي"
لماذا تأخر نشر ديوانك؟
"لما اخترت موضوع ديواني عن السلام وعن الجمال اللي بيتولد بداخل قبح الحرب، ده اداني أريحية في الكتابة مش العكس، وكون اني محدد مسبقًا إن الديوان 12 قصيدة بس على عدد حروف اسم الديوان، خلاني اكتب كتير وافلتر علي رواقة لأن عندي الشعر بالكيف مش بالكم، ودي نقطة تانية لأن الكيف هيندرج تحته التمكن من الشعر وأدواته.. عشان كده مشدنيش الطبع لمجرد الطبع، بل حبيت اتعلم الأول واتعمق في الشعر و مفاتيحه قبل ما اطلع الديوان".
هل تعمل على كتابة مشروع جديد حاليًا؟
"مكتوب في تاني صفحة للديوان تحت العنوان بين قوسين، "ملحمة قبل السلام" .. شعري مكمل في طريق السلام وان شاء الله بأفكار جديدة وتناول مختلف".