الأحد 19 مايو 2024

أشد من الأوبئة والأعاصير.. خطر وشيك يهدد العمران البشري على الأرض

حسام محرم

عرب وعالم10-7-2021 | 21:52

محمود أبو بكر

في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بمعظم أنحاء الكرة الأرضية، خاصة في المناطق الجليدية، أصبح من المحتمل أن تذوب جبال الثلوج نتيجة التغير المناخي، ما يعرض الجنس البشري لمخاطر رهيبة، قد تفضي إلى هلال الإنسان. 

"الأنهار الجليدية بصدد الذوبان"، أصبحت هذه القضية حقيقة علمية منذ نهايات القرن العشرين، ومنذ عام 1850 حتى الآن، انخفض حجم الأنهار الجليدية في جبال الألب، بنحو 60 %، لكن هذا ليس كل شيء، فالأمر المثير للدهشة، هو السرعة الكبيرة التي يتقلص بها عمالقة الجليد في جبال الألب، ففي صيف عام 2019، فقدت هذه الجبال خلال إسبوعين فقدان، أكثر من 800 مليون طن من الثلوج، وفي عام 2020، ورغم اعتدال درجات الحرارة نسبيا خلال فصل الصيف، فإنه كان عاما سيئا للأنهار الجليدية.

وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية تقلل من تأثير تأثير الانبعاثات الحرارية، فإن حوالي 1500 من الأنهار الجليدية، سيختفي وهو ما يعادل نصف الأنهارالجليدية على الأرض، بما في ذلك نهر أليتش المهيب، وهو أحد أنهار التراث العالمية وفقا لتصنيف يونسكو.

العواقب المتوقعة 

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو ما الأثر المتنظر لعالم بلا أنهار جليدية، وإذا كان ذوبان الجليد ظاهرة متكررة في تاريخ الكوكب الأزرق، فمن الصعب القول بأن ذلك سيؤثرعلى مستقبل العالم لكنه يجبر البشر على الاستعداد للسيناريوهات المتخلفة في هذا الشأن.

سيناريو كارثي

وفي سويسرا تجري مناقشة سيناريو كارثي كرد فعل للطبيعة، على غياب الجليد، وهو زيادة المخاطر حول حدوث كوراث طبيعية مثل: الفياضانات، وتدفقات الحطام، والانهيارات الأرضية، فمن المتوقع أن تبدأ البحيرات، التي تتشكل داخل الأنهار الجليدية، بالتدفق فجأة في اتجاه السهول والأودية، التي قد تجرف في طريقيها القرى وتحطم البنى التحتية، مخلفة دمارا رهيبا.

كما أنه مع استمرار ترقق الجليد والطبقة دائمة التجمد، تصبح الجبال أقل رسوخا واستقرارا، وبالتزامن مع حدوث هذا، تنتشر في العالم صور توثق حصول انزلاقات صخرية على سفوح ومنحدرات جبال الألب.

وقد تتعقد الأمور، وتشهد مشكلات كبيرة جدا في المناطق التي تقع علي بعد مئات الكيلومترات من جبال الألب السويسرية، وذلك نتيجة لانخفاض حجم الموارد المائية الناجمة عن ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية، وعليه فقد ينخفض تدفق الأنهار الأوروبية  كالرون، والراين، والدانوب، وبو، بشكل كبير، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات عدد من الأنهار والبحيرات، الأمر الذي يضفي صعوبة أكبر على حركة الملاحة فيها ونقل البضائع من سويسرا وإلى أوروبا.

هل يستطيع العالم فعل شيء؟

العالم لا يستطيع فعل شيء، إذا أستمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع، وتبعا لهذا ينتقل الكفاح من أجل حماية الأنهار الجليدية بسويسرا، من الجبال إلى القاعات التي تقرر السياسات.

 

تأثيرات خطيرة

وتعليقا على خطورة ذوبان الجليد، قال المهندس المصري حسام محرم، مستشار وزير البيئة الأسبق، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، إن التغيرات المناخية لها آثار سلبية متعددة على البيئة والاقتصاد، وعلى واقع ومستقبل العمران البشري بوجه عام، لافتا إلى أن ذوبان الانهيار الجليدية في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم، هو أحد مظاهر تلك الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ويتفاوت أثر ذوبانها من حالة لأخرى، طبقا للمعطيات الجغرافية والطبوغرافية والديمغرافية، والسكانية في منطقة الذوبان ومحيطها. 

 

وأضاف: "توجد العديد من التأثيرات المتوقعة لذوبان الأنهيار الجليدية، من بينها انهيارات البنية الأساسية، والمساكن، كما سيؤثر على الملاحة النهرية، وعلى رسوخ التكوينات الجبلية والجيولوجية الملاصقة لتلك الأنهيار الجليدية. 

وأوضح حسام محرم أن الأمر قد يحتاج لاستخدام نماذج رياضية، بهدف التحديد الدقيق لنوع وحجم تلك الآثار السلبية لذوبان كل نهر من تلك الأنهيارعلى حدة، ومن ثم تحديد نوع وحجم وكلفة إجراءات التكيف اللازمة في كل حالة.