الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

وطنى على غفلة

  • 11-7-2021 | 14:42
طباعة

عجيب أمر هؤلاء الذين على حين غُرة وفى غفلة من الزمن وفى دور من أدوار الاستغفال الجديدة فاضت روحهم بالوطنية دون مناسبة، حيث رفعوا شعارات الخوف والفزع على ضياع مياه النيل.

والحقيقة أن هؤلاء مفضوحين، فلم نر لأقدامهم أثرا فى مسار حب الوطن يوما، ولم نسمع لهم صوتاً فى محافل كثيرة كان الصراخ فيها فرض عين واجباً وطنياً.

هؤلاء الأشخاص هم عدميّون مشحونون بطاقة سلبية هائلة قادرة على إقناع أعتى القوى بأنها عاجزة لا تقوى على تحريك ساكن أمام المعتدين.

والأعجب أن هؤلاء لا هدف لهم أو مقصد سوى شهوة الإبحار ضد التيار وإشباع الرغبة الدفينة بداخلهم لرؤية المصريين متقاتلين متناحرين فاقدى الثقة فى مسار دولتهم يشعرون بالقلق على حاضرهم ويخافون على مستقبلهم.

 

هؤلاء الانتهازيون اتحدوا فى أجندتهم قولاً وعملاً مع أعداء مصر القابعين على منابع النيل الآن يتحدثون بمنطقهم وبذات العجرفة التى تدفعهم من خلف الستار، هؤلاء منزعجون جدا من التناغم القائم بين القيادة السياسية لمصر وشعب مصر العظيم، ينزعجون من ذلك الهدوء وتلك الثقة الكاملة التى منحها المصريون للقيادة للتحرك وفق معطياتها فى الأزمة التى لا يشك مصرى أنها فى ميزان مسار دولة بحجم مصر تاريخيا مجرد زوبعة فى فنجان، كما يزعجهم بل يفوتهم بالأحرى إدراك أن مصر أبصرت المخطط مبكراً ووضعت له السيناريوهات اللازمة التى توجهها إلى تلك القوة الجبانة التى تحرك آبى أحمد مجرم الحرب الأثيوبى الهارب من العدالة مؤقتا لسبب أو لآخر.

 

موجة هائلة من الهاشتاجات والبوستات المسمومة الموجهة لاطمئنان المصريين النابع من إيمانهم بقدرة مصر على المواجهة لكن فى الزمان والمكان اللذين تحددهما وليس من يحركون أثيوبيا اليوم.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا فى حديثه حين قال "لا يظن أحد أنه بعيد عن قدرتنا" وبالطبع لم يكن الرئيس السيسى يخاطب آبى أحمد حينها، فالرجل لا حول له ولا قوة، لكنه يوجّه خطابه للذين يحركونه وينتظرون أن يتحرك المصريون حركة عشوائية تسمح لمن هب ودب أن يتدخل فى شئوننا أو يدلى بدلوه لذا كان التوجه إلى مجلس الأمن الدولى خطوة شديدة الذكاء من القيادة المصرية حيث ليس لها إلا نتيجتان حتميتان لا ثالث لهما الأولى أن يدير المجلس ظهره للطلب المصرى السوادانى وساعتها لن يكون لحديثه معنى أو حجة إن حاول التدخل بعد أن يتحرك البلدان لإنهاء الأزمة كما يريدان، والنتيجة الثانية أن يضطلع المجلس بدوره وهنا تتحول الأزمة إلى قضية دولية تكتسب زخما سياسيا قادرا على إرغام أثيوبيا للعودة إلى المسار الدولى بعد أن كانت راغبة أن تبقى دولة مارقة تعبث بمقدرات 150 مليون إنسان دون حساب أو عتاب.

 

إن الرغبة الجامحة لهؤلاء اللاطمين على مواقع التواصل ليست شعورا وطنيا ملحا استنفر فى ساعة خطر بل هى بلا أدنى شك حلقة جديدة من حلقات متواصلة متسقة من الرغبة الدفينة للثأر من الدولة المصرية وإقناع المصريين بأن المسار الذى ساندوه واختاروه فى الثلاثين من يونيو ما هو إلا خطأ كبير سيدفعون جميعا ثمنه.. هذا هو لب القضية والمحرك الأساسى وراء انتشار ذلك الذباب الالكترونى الذى يملأ الدنيا عويلا على ضياع النيل..ضيعهم الله.

 

إذن ماذا نحن فاعلون إزاء هؤلاء؟ّ!.. إن الحل الأمثل لهؤلاء هو الاستمرار على نهج الصبر الاستراتيجى الذى أعلنته الدولة المصرية تحت شعار أكبر مفاده أننا لن نسمح بأن تنتقص قطرة مياه من حق مصر التاريخى فى مياه النيل إن هذا السلوك القائم على تجاهل هذه الدعوات ووئدها بإظهار المزيد من الثبات الانفعالى والاصطفاف خلف الدولة المصرية قيادة وأجهزة ومؤسسات لهو السيف الذى يقطع ألسنة هؤلاء وينهى صخبهم المفتعل ويسقط تلك الأقنعة المزيفة التى حلا للبعض أن يرتديها فى هذه الأيام.

 

إن القناعة راسخة لا تهتز فى قدرة الدولة المصرية على إنهاء مخطط تعطيش المصريين بسلام وبحلول تشبه فى عبقريتها تلك الطريقة التى أسقط بها المصريون خطط إسقاط مصر فى أتون الفوضى.. وكما يقول المثل "اشتدى يا أزمة تنفرجى" ولا عزاء لهؤلاء الوطنيين على غفلة وبلا مقدمات.. وقريبا سنردد جميعا لنا النصر والموت للغاصبين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة