الخميس 23 مايو 2024

مدحت الشريف: الهيدروجين الأخضر يساهم في الصناعات الثقيلة بمصر

الدكتور مدحت الشريف

اقتصاد11-7-2021 | 17:09

ريم نصار

قال الدكتور مدحت الشريف، استشاري الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي، إنه يتم وضع استراتيجية لإنتاج الهيدروجين الأخضر لتوفير الطاقة الكهربائية، وتصديرها للخارج، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تأتي وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك مزايا لدى مصر تجعلها قادرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر، مطالبا بضرورة وضع دراسة دقيقة حول إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك حتى يتم تغطية احتياجات السوق المحلي والعالمي.

وأكد أن مصر ستكون الرائدة في المنطقة الإقليمية في مبادرة "المانجنيك الهيدروجين الأخضر"، والتي تقوم  فكرتها على مشاركة المملكة السعودية مع شركات أخرى أجنبية في دعم عملية الإنتاج على مستوى العالم ويقوم بإدخال عدد من الدول، مشيرا إلى أن هذا الإنتاج سيصبح  6% من إنتاج الغاز الطبيعي والذي يتجه حتى الآن لإنتاج الهيدروجين الاخضر، مع العلم أن الكميات تزيد تدريجياً في كل مرحلة من المراحل.

وعن أهم الصناعات التي تستخدم الهيدروجين الأخضر، أوضح أنه يمكن استخدامه في الصناعات الثقيلة مثل صناعة الطائرات والسفن والشاحنات، وهو ما يوضح بقوة أن الاحتياجات له تتزايد بشكل سريع، وبذلك طلب السيد الرئيس أن توضع استراتيجية لإنتاج الهيدروجين الاخضر تعرض علي جهات الاقتصاد والجهات المتخصصة.

وأوضح أن العالم الآن أصبح يتجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك لعدة أسباب، أهمها أنه يقلل من نسبة تلوث ثاني أكسد الكربون، مشيرا إلى أن العالم يريد أن يصل في عام 2050 بتواجد على الأقل 25% من الطاقة المستخدمة عالمياً مستهلكة من الهيدروجين الأخضر، وهذه النسبة تمثل تقريباً 10 تريليونات دولار، وهو ما يوضح مدى أهمية الهيدروجين الأخضر.

وأشار إلى  أن الاستراتيجية الموضوعة على مستوى العالم هي توفير 830 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ويكون هالك للوقود العادي الذي يتم استغلاله في الصناعات الثقيلة بشكل عام سنوياً، وهو ما يؤدي إلى تلوث غير عادي يغير طبيعة المناخ يؤثر تأثير مباشر على الحاصلات الزراعية وحياة البشر بشكل عام، لذلك هناك توجه مباشر لإنتاج الهيدروجين الأخضر. 

واستطرد أن مصر تقوم بعمل مخطط لإنتاج الهيدروجين الأخضر بوجود شكلين في النظرية الكيميائية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، المحور الأول هو التحليل الكهربائي للمياه حيث يفصل الهيدروجين عن الأكسجين، والمحور الثاني يتمثل في أن يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي.

وأكد أن مصر لديها الآن كميات من الغاز الطبيعي تغطي احتياجتها وفوائض كما ان هناك نظرة مستقبلية متفائلة تضاعف الإنتاج خلال 5 سنوات من الآن مما سيوفر المادة الخام الذي يمكن تصنيع منها الهيدروجين الأخضر.

وعن التحديات، أوضح أن العالم يواجه الآن تحدي في إنتاج الهيدروجين في الوقت الحالي هو تكلفة التخزين وتكلفة التداول لأنه يأخذ مساحات كبيرة جدا، وهناك حالياً تكنولوجيات حديثة ترعاها عدد من الدول لتحدى عملية ضغط كميات الهيدروجين الأخضر فيمكن تخزينها وفي نفس الوقت تستطيع تحويلها الى مواد اخرى مثل الأمونيا وغيرها ، فيصبح يمكن تصديرها أو تداولها عالمياً.

وأشار إلى أن مصر لديها جانب مميز وهو أنها لها دور قوي في  منتدى غاز الشرق الأوسط مع وجود حقول غاز واعدة في الشرق المتوسط وانتاج كبير بها، خاصة مع ارتفاع إنتاج منطقة الشرق المتوسط، وتحتاج ايضاً بوجود إضافات من مرحلة ثانية وثالثة للإستفادة القصوي من الغاز وسيصبح من ضمنها إنتاج الهيدروجين الأخضر، لذلك كان التوجه على استراتيجية اي دراسة طويلة المدى.

ونوه إلى أن  هناك مبادرات اطلقتها عدد من الدول ومن ابرزهم المملكة العربية السعودية التي تعد الأولى على الدول العربية في إنتاج الهيدروجين الأخضر والخامس عالمياً، ومنتظر ان تصبح الاولي علي مستوي العالم مع عام ؛2023 لانها تحقق استثمارات ضخمة بمشاركات دول مختلفة مثل أستراليا واليابان والنرويج وكوريا الجنوبية، حيث تشارك السعودية مع أكثر من شركة عالمية في انتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم الجديدة، وهو ما يوضح أن منطقة الشرق الاوسط اصبحت في احتياج شديد للهيدروجين الاخضر وتنميته.

وتوقع انخفاض تكلفة الإنتاج والتخزين ستقل تريجياً نتيجة ان العالم اصبح يتجه تكنولوجياً لتحديث اسعار اجهزة التحليل الكهربائي وضخ الهيدروجين بتكنولوجيات حديثة لتصبح ساعات التخزين لها اقل وتحويلها إلى مواد أخرى مثل الأمونيا وغيرها ليباع ويتم نقله لدول أخرى ثم يعاد إعادة هندسة عكسية ليعود مرة أخرى الهيدروجين ، فسيؤدي هذا لتقليل نسبة تكلفة الإنتاج في حدود 40% وهو المتوقع عام 2025، ومنتظر انخفاض اسعار جهاز التحليل الكهربائي في خلال 5 سنوات، وهو الامر الاكثر قبولاً من الناحية الاقتصادية.