لوحة "والدة ويسلر" هي لوحة رسمها الفنان جيمس مكنيل ويسلر الذي أشتهر برسم الأشخاص والوجوه في لوحاته؛ وتعتبر هذه اللوحة رمز الأمومة، وقد اكتسبت شهرة عالمية وتم تجسيدها أيضًا كتمثال فيما بعد، واللوحة اشترتها الحكومة الفرنسية عام 1891 وتم وضعها في متحف أورسيه
" والدة ويسلر" لوحة تجسد امراة في العقد السبعين من عمرها وهي والدة الرسام" آنا "، ترتدي فستان أسود وعلى رأسها وشاح من الدانتيل الأبيض وفي يدها منديل أبيض أيضًا، وقد وضع ويسلر تحت قدمها قطعة خشبية لتظهر واضحة، وهي تجلس على مقعد وتنظر ناحية اليسار تركز على شيء ما بعينيها.
وتقول الرواية المنتشرة عن اللوحة وأسباب رسامتها أن ويسلر كان يومًا ينتظر عارضة جميلة ومشهورة في لندن ليرسمها وقد جهز مرسمه ونفسه للرسم ولكن العارضة تخلفت عن الحضور، فقرر ويسلر أن تكون والدته هي بطلة اللوحة، وقرر وقتها أن يبرز جمال والدته الخاص وكينونتها على لوحته.
تظهر "والدة ويسلر" في سمو عجيب وهي جالسة كأنها ملكة متوجة تنبعث من صورتها وملامحها الحكمة والذكاء مع الوسامة والشموخ، وجعل ويسلر هذه اللوحة تعبيرًا وامتنانًا عن دور أمه في حياته وإهداء للأم بشكل عام بإعتبارها السيدة الأولى دائمًا في حياة كل الرجال.
وقد قال النقاد المتخصثين في الفن التشكيلي آن لوحة "والدة ويسلر" أيقونة أمريكية , لما تحويه من ضخامه وشموخ و وضوح بالبناء المعمارى للتكوين العام للصورة، ففيها يلاحظ التقسيمات التي تأتي مستقيمه ومحددة كحرف الـ"L"، كما يُبدع ويسلر في إختيار أثاث غير متكلف حيث يتكون من كرسي تجلس عليه والدته , وبورترية لمنظر طبيعياً هادئاً , وستارة ملمسها ناعم وعليها زهور مصممة علي الطريقة اليابانية.
الجدير بالذكر أن چيمس ماكنيل ويسلر هو فنان أمريكي الأصل وله جذور إيرلندية ـ اسكتلندية. ولد عام 1834 وتوفي في لندن 1903. قضى معظم حياته في أوروبا، انتسب إلى الأكاديمية العسكرية، ولكنه سرعان ما تخلى عن الخدمة في الجيش وتفرغ للفن. وجعلته لوحاته ـ ذات الخطوط المموجة والموهبة الذكية والطبيعية المتمردة، ذا شهرة عالمية. من أبرز أعماله المعروفة هي: التجهيز بالداكن والأسود،و لوحة والدة ويسلر