على الرغم من الجهود المصرية والسودانية المضنية، والمرونة السياسية والدبلوماسية، التي اتبعتها القاهرة والخرطوم، لمنح إثيوبيا فرصة التوصل لحل بشأن أزمة سد النهضة، فإن أديس أبابا مازالت تتمسك بموقفها المتعنت، الرافض للاعتراف بحقوق دولتي المصب في مياه نهر النيل، وترغب في فرض سياسة الأمر الواقع على هذه القضية، بحيث تحول مياه هذا النهر الدولي، إلى إرث محلي مملوك لها وحدها.

وفي سبيل إيجاد حل سلمي لأزمة سد النهضة، طرقت مصر على مدار السنوات العشر الماضية، جميع الأبواب الدبلوماسية والسياسية، بداية من الاتحاد الإفريقي، وانتهاء بمجلس الأمن الدولي، مرور باتصالات ثنائية موسعة مع الدول والجهات ذات التأثير، وسط تحجر في الموقف الإثيوبي، الذي يدفع باتجاه التصعيد المستمر.

وخلال الساعات الأخيرة، خاضت مصر جولة دبلوماسية جديدة، من أجل إطلاع دول العالم على موقف القاهرة والخرطوم من الأزمة، وكشف أبعاد الأكاذيب التي تروج لها أديس أبابا، لتضليل دول العالم، حيث حمل وزير الخارجية سامح شكري تفاصيل موقف مصر من هذه الأزمة، وطار إلى عاصمة منطقة اليورو، بروكسل، للقاء شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وهو ما يطرح التساؤل حول سيناريوهات رد الفعل الأوروبي تجاه الأزمة؟

4 أسباب تدفع أوروبا لمساندة مصر

يرى المراقبون والخبراء، أن هناك 4 أسباب تدفع الاتحاد الأوربي، إلى مساندة مصر في موقفها من أزمة سد النهضة، هي: التعاون الاقتصادي، والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، والتعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى منتدى غاز المتوسط.

 

أوروبا تدرك تأثير مصر

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة إيفون رمزي، السيناتور في البرلمان الدولي، إن دول الاتحاد الأوربي، تدرك دور مصر المحوري، وتأثيرها في استقرار الشرق الأوسط، ودونها فإن حالة من الفوضي العارمة يمكن أن تسود على الأقل في ملف الهجرة غير الشرعية، الذي تتصدى له مصر بذكاء وحكمة.

وأشارت إلى أن مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر والاتحاد الأوروبي، وصل إلى مرحلة ليس من السهولة بمكان التفريط فيها، لذا فإن الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يساند مصر.

ولفتت إلى أن التعاون المستمر بين مصر والاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أمنيا، من بين أهم الأسباب التي تجعل أوروبا، غير قادرة على التضحية بعلاقاتها المتميزة مع القاهرة في هذا الإطار.

وأشارت إلى أن مصر وقعت شراكة مع اليونان وقبرص، للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهو نشاط لا يمكن أن تسمح الدول الأوروبية بتوقع، خاصة بعد أن تم تشدين حقل "ظهر"، الذي جعل الجميع يدركون أهمية منطقة شرق المتوسط، وأهمية موقف مصر فيها.