التحول الرقمي المستهدف والحقيقي هو ما يهدف إلى القضاء قدر الإمكان على الإجراءات الورقية المعقدة وبالتالي تقل التكاليف ويسهل تنظيم وإتمام المعاملات والخدمات الحكومية، والأهم من ذلك هو تقليل فرص الفساد من خلال رقمنة الخدمات بعيدا عن التعامل المباشر، ويتطلب التحول الرقمي موظف لديه الحد الأدنى من التعامل مع التكنولوجيا الحديثة هذا بخلاف الفرد متلاقي الخدمة .
هناك بعض المؤسسات تتبنى مجرد تحول رقمي اسمي أو صوري أي مجرد اختلاف في الإجراءات فقط ولكن يبذل متلقي الخدمة نفس المجهود الكبير في المنظومة الورقية العادية.
نماذج التحول الرقمي الناجحة في مصر متعددة بداية من مشروع إنشاء قاعدة بيانات بطاقة الرقم القومي وتنسيق الثانوية العامة الإلكتروني، وقاعدة بيانات المرور، والتصحيح الإلكتروني الذي اعتقد أنه أحد أهم ملامح التحول الرقمي في الجامعات والمدارس المصرية خلال العقود الأخيرة، هذا بخلاف تطوير الكثير من الخدمات البريدية حتي حصل البريد المصري بجائزة التميز الرقمي كأفضل مؤسسة بريدية عربية في التحول الرقمي .
ولذلك التحول الرقمي يساهم بشكل مباشر في دفع التنمية الاقتصادية من خلال تقديم حلول رقمية، وبالتالي فالمبرمجين ورواد الأعمال هم الثروة الحقيقية في التحول الرقمي ولذلك أعتقد انه لابد من التوسع في مبادرات حكومية لاحتضان المبرمجين المصريين والاستماع إلى أفكارهم في تقديم الحلول للمشكلات المزمنة .
هناك نماذج كثيرة ناجحة في التحول الرقمي في الدول النامية
كينيا على سبيل المثال لديها خبرات كبيرة في مجال التحول الرقمي، لدى كينيا تجربة أفريقية متميزة من خلال خدمة الدفع عبر الهاتف المحمول M-PESA وهي منصة تقدم خدمات مالية بالتجزئة عبر الهاتف المحمول في كينيا، وأعتقد أن نجاح هذا المشروع تحديداً كان لمراعاة الثقافة المحلية واحتياجات المجتمع والسوق المحلي، يقوم المشروع على تبادل الأموال من خلال الإيداع والسحب من خلال شبكة من وكلاء كبديل محل ماكينات الصراف الآلي، وتم التوسع بشبكة العملاء إلى أن وصلت إلى المحلات الصغيرة ومكاتب البريد حتى بلغ عدد الوكلاء 110 آلاف وكيل وهو رقم ضخم للغاية ويفوق عشرات المرات عدد ماكينات الصراف الآلي في كينيا.
هذه الخدمة أصبحت تقدم فتح حسابات توفير بالإضافة الحصول على قروض قصيرة الأجل، هذا بالإضافة إلى استحداث منظومة تمكن صغار المزارعين من استخدام الهواتف المحمولة للتواصل مع الموردين مع عملاء البيع للبيع بأفضل سعر، ولذلك يمكن القول أن الإبداع الحقيقي يراعي خصوصية المجتمع ويقدم حلول جذرية للمشكلات اليومية وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية.